نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 13 صفحه : 12
و المَواضِعِ الصَّعْبَةِ البَعِيدَةِ، و هي تُحَمَّقُ مع ذََلك، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، و قد تَقَدَّمَ شاهِدُه من قَوْلِ الكُمَيْتِ، و 1- في حدِيثِ عليٍّ رَضِيَ اللََّهُ عنه : «تَرَقَّيْتَ إِلى مَرْقاةٍ يَقْصُر دُونَها الأَنُوقُ » . و 17- في حَدِيثِ مُعاوِيَةَ : «قالَ له رَجُلٌ: افْرِضْ لِي، قالَ: نَعَمْ، قالَ: و لَوَلَدِي، قالَ: لا، قالَ: و لِعَشِيرَتِي، قالَ: لا، ثُمَّ تَمَثَّلَ:
قالَ أَبو العَبّاسِ: هََذا مَثَلٌ يُضْرَبُ للّذِي يَسْأَلُ الهَيِّنَ فلا يُعْطَى، فيَسْأَلُ ما هو أَصْعَبُ منه، و قالَ غيرُه: العَقُوقُ:
الحامِلُ [2] من النُّوقِ، و الأَبْلَقُ: من صِفاتِ الذُّكُورِ، و الذَّكَرُ لا يَحْمِلُ، فكأَنّه طَلَبَ الذَّكَرَ الحامِلَ [2] و الأَنُوقُ واحِدٌ و جَمْعٌ، و قالَ ابنُ سِيدَه: يَجُوزُ أَنْ يُعْنَى بهِ الرَّخَمَة الأُنْثَى، و أَنْ يُعْنَى به الذَّكَر؛ لأَنَّ بَيْضَ الذَّكَرِ مَعْدُومٌ، و قد يَجُوزُ أَنْ يُضافَ البَيْضُ إِليهِ؛ لأَنّه كَثِيراً ما يَحْضُنُها، و إِنْ كانَ ذَكَراً، كما يَحْضُنُ الظَّلِيمُ بيضَهُ.
و قال الصّاغانِيُّ: في شرحِ قَوْلِ الكُمَيْتِ السّابِقِ، و إنّما كَيَّسَ حَوِيلَها لأَنَّها أَولُ الطَّيْرِ قِطاعاً، و أَنَّها تَبِيضُ حيثُ لا يَلْحَقُ شَيءٌ بَيْضَها. قُلْتُ: و منه قولُ العُدَيْلِ بنِ الفَرْخِ:
و قِيلَ: في أَخْلاقِها من الكَيْس عَشْرُ خِصال و هُنَّ:
تحْضُنُ بَيْضَها، و تَحْمِي فَرْخَها، و تَأْلَفُ وَلَدَها، و لا تُمَكِّنُ من نَفْسِها غيرَ زَوْجِها، و تَقْطَعُ في أَوَّلِ القَواطِعِ، و تَرْجِعُ في أَوَّلِ الرَّواجِعِ، و لا تَطِيرُ في التَّحْسِيرِ، و لا تَغْتَرُّ بالشَّكِيرِ، و لا تُرِبُّ بالوُكُور، و لا تَسْقُطُ على الجَفِيرِ يريدُ أَنَّ الصّيّادِينَ يَطْلُبُونَ الطَّيْرَ بعدَ أَنْ يُوقِنُوا أَنَّ القَواطِعَ قد قَطَعَتْ، و الرَّخَمةُ تَقْطَعُ أَوائِلَها؛ لتَنْجُوَ، أَي: تَتَحَوَّلَ من الجُرُوم إِلى الصُّرُودِ، أَوْ من الصُّرُودِ إِلى الجُرُومِ، و التَّحْسِيرُ: سُقُوطُ الرِّيشِ، و لا تَغْتَرُّ بالشَّكِيرِ: أَيْ بصِغارِرِيشِها بل تَنْتَظِرُ حَتَّى يَصِيرَ رِيشُها قَصَباً فتَطِيرُ و الجَفِيرُ:
الجَعْبَةُ؛ لعِلْمِها أَنَّ فِيهَا سِهاماً، هََذا هو الصَّوابُ في الضَّبْطِ، و مثلُه في سائِرِ أَصُولِ اللُّغَةِ المُصَحَّحَة، و وَهِمَ من ضَبَطَه بالحاءِ المُهْمَلَةِ، و اسْتَظْهَرَه، و كذا من ضَبَطَه بالحاءِ و القافِ، فإِنَّ هََذه الأُمُورَ و أَمثالَها نَقْلٌ، لا مَدْخَلَ فِيها للرّأْيِ أَو الاحْتِمالاتِ، و ادِّعاؤُه أَنّه عَلَى الجِيمِ لا يَظْهَرُ له مَعْنًى غَفْلَةٌ عن التَّأَمُّلِ، و جَهْلٌ بنُصُوصِ الأَئِمَّةِ، فليُتَنَبَّهْ لذََلِك، و قد أَشار إِلى بعضِه شيخُنا رَحِمَهُ اللََّه تعالى.
و يُقال: ما آنَفَهُ في كَذَا : أَي ما أَشَدَّ طَلَبَه له.
و آنَقَنِي الشَّيْءُ إِيناقاً ، و نِيقاً بالكسرِ: أَعْجَبَني و منه 17- حَدِيثُ قَزَعَةَ مولَى زِيادٍ : «سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عن رَسُولِ اللََّه صلّى اللََّه عليه و سلم بأَرْبَعٍ فآنَقَتْنِي » . أَي: أَعْجَبَتْنِي [3] ، قالَ ابنُ الأَثِير: و المُحَدِّثُونَ يرْوُونَه أَيْنَقْتَنِي و ليس بشَيْءٍ، قالَ: و قد جاءَ 17- في صَحِيحِ مُسْلِمٍ : «لا أَيْنَقُ [4] بحَدِيثهِ» . أَي: لا أُعْجَبُ، و هي هََكَذا تُرْوَى.
و قالَ الأَزْهَرِيُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ: أَنْوَقَ الرَّجُلُ: اصْطادَ الأَنُوقَ ، للرَّخَمَةِ هََكَذا ذَكَره فِي التَّهْذِيبِ عنه في هََذا التَّرْكِيبِ، قال الصّاغانِيُّ: و إِنَّما يَسْتَقِيمُ هََذَا إِذا كانَ اللَّفْظُ أَجْوَفَ فأَمّا و هو مَهْمُوزُ الفاءِ فَلاَ.
و شَيْءٌ أَنِيقٌ ، كأَمِيرٍ: حَسَنٌ مُعْجِبٌ و قد آنَقَه الشَّيْءُ، فَهُو مُؤْنِقٌ و أَنِيقٌ ، و مِثْلُه مُؤْلِمٌ و أَلِيمٌ، و مُسْمِعٌ و سَمِيعٌ، و مُبْدِعٌ و بَدِيعٌ، و مُكِلٌّ و كَلِيلٌ و له أَناقَةٌ بالفَتْحِ و يُكْسَرُ أَي: حُسْنٌ و إِعْجابٌ، و في اللِّسان: فِيهِ أَنَاقَةٌ و لَباقَةٌ، و جاءَ بهِ بعدَ التَّأَنُّقِ، فيكونُ المَعْنَى: أَي إِجادَةٌ و إِحْسانٌ.
و أَنَّقَ تَأْنِيقاً: أَي عَجَّبَ قالَ رُؤْبَةُ:
و شَرُّ أُلاَّفِ الصِّبَا مَنْ أَنَّقا
و تَأَنَّقَ فيهِ: عَمِلَه بالإِتْقانِ و الحِكْمَةِ و قيلَ: إِذا تَجَوَّدَ و جاءَ فيه بالعَجَبِ كتَنَوَّقَ من النِّيقَةِ.
و تَأَنَّقَ المَكانَ أَعْجَبَه فعَلِقَه وَ لَمْ يُفارِقْه، و قالَ الفَرّاءُ:
أَي أَحَبَّهُ. *و مما يُسْتَدْرَكُ عليه:
[1] كذا في اللسان و النهاية و في التهذيب: قال معاوية لرجل أراده على حاجة لا يسأل مثلها و هو يفتل له في الذروة ليخدعه عنها: «أنا أجلّ من الحرش» يريد الخديعة، ثم سأله أخرى أصعب منها، فقال...