نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 77
بَابْ الفَاء
و هو من الحُروفِ المَهْمُوسَةِ و الشَّفَوِيَّة.
قال شيخُنَا: و قد أُبْدِلَتْ مِن الثَّاءِ المُثَلَّثَة في ثُمَّ العاطِفَة، قالوا: جاءَ زيدٌ فُمَّ عمرٌو، كما قالوا: ثُمَّ، و من الثُّومِ؛ البَقْلَةِ المعروفَةِ، قالوا: فُومٌ، و من الجَدَثِ بمعنى القَبْرِ، قالوا: جَدَفٌ، و جَمَعُوا فقالُوا: أَجْدَاثٌ، و لم يقولوا:
أَجْدَافٌ، فدَلَّ على أنَّ الثاءَ هي الأَصْلُ، كما صَرَّح به ابنُ جِنِّي، و غيرُه.
قلتُ: و هذا البحثُ أَوْرَدَه الإمامُ أَبُو القاسم السُّهَيْلِيُّ في الرَّوض، و سَنُورِدُه في «ج د ف» إن شاءَ اللََّه تعالى.
فصل الهمزة
مع الفاءِ
أثف [أثف]:
الأُثْفِيَّةُ ، بِالضَّمِّ و يُكْسَرُ، هََكذا ضبَطَهُ أَبُو عُبَيْدٍ بالوَجْهَيْنِ: الْحَجَرُ الذي تُوضَعُ عَلَيه الْقِدْرُ، قال الأَزْهَرِيُّ:
وَ ما كان من حدِيدٍ سَمَّوْه مِنْصَباً، و لم يُسَمُّوه أُثْفِيَّةً ، و في اللسان: و رأَيْتُ حاشِيةً بخطِّ بعضِ الأَفاضِل، قال أَبو القاسم الزَّمَخْشَرِيُّ: الأُثْفِيَّةُ ذاتُ وَجْهَيْن، تكون فُعْلُويَةً [1]
وَ أُفْعُولَةً.
قلتُ: و كَذا نَصُّه في الأَساسِ، و ذَكَر اللَّيْثُ أَيْضاً كذََلِك، فَعَلَى أَحدِ القَولَيْنِ ذكرَه المُصَنِّفُ في هََذا التَّرْكِيبِ، و سيُعِيدُ ذِكْرَه أَيضاً في المُعْتَلِّ، و يَأْتي الكلامُ عَليه هناك.
ج: أَثافيُّ بالتَّشْديد و يُخَفَّفُ، قال الأَخْفَشُ: اعْتَزَمتِ العربُ أَثَافيَ ، أي: أَنهم لم يتكَلَّمُوا بها إلاَّ مُخَفَّفَةً، و بالوَجْهَيْنِ رُوِيَ قولُ زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمَى:
أَثَافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ # وَ نُؤْياً كَجِذْمِ الْحَوْضِ لم يَتَثَلَّمِ [2]
و من المَجَازِ: بَقِيَتْ مِنْ فلانٍ إثْفِيَّةٌ خَشْنَاءُ، أي: العَدَدُ الْكَثِير، و الجَماعَةُ من النَّاسِ[3] و هو بكسر الهمزة، قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ في حديثٍ له: إنَّ في الْحِرْمَازِ اليومَ لَثَفِنَةً إثْفِيَّةً مِن أَثَافي النَّاسِ صُلْبَةً، نصَب إثْفِيَّةً على البَدَل، و لا يكون صِفَةً؛ لأَنها اسْمٌ.
و ثَالِثَةُ الأَثَافي : الْقِطْعَةُ مِنْ الجَبَلِ، يُجْعَلُ إلَى جَنْبِهَا اثْنَتَانِ، فَتَكُونُ الْقِطْعَةُ مُتَّصِلَةً بالْجَبَلِ، و ذََلِكَ إذا لم يَجِدُوا ثالثةَ الأَثافي ، و به فُسِّرَ قولُهم في المَثَلِ: رَمَاهُ اللََّه بِثَالِثَةِ الأَثَافي أي: بالجَبَلِ، أي: بدَاهِيَةٍ مثلِ الجَبَلِ، قالَه ثَعْلَبٌ، قال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
وَ قال أَبو سعيدٍ: الضَّرِيرُ: معناه أَنَّه رَمَاه بِالشَّرِّ كُلِّهِ، جَعَلَ الشَّرَّ أُثْفِيَّةً بَعْدَ أُثْفِيَّةٍ حتى إذا رَمَاهُ بالثَّالِثَةِ لم يَتْرُكْ منها غَايَةً، وَ قال الأَصْمَعِيُّ: معناه رَمَاه بالمُعْضِلاتِ، و قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ-و خَفَّفَ ياءَ الأَثَافيّ -:
بَلْ كُلُّ قَوْمٍ و إنْ عَزُّوا و إنْ كَثُرُوا # عَرِيفُهُمْ بِأَثَافي الشَّرِّ مَرْجُومُ
وَ هو مَجَازٌ.
[1] في الأساس: «فعلوَّة و أفعولة» و الأصل كاللسان.