و قِيلَ: الفَرِيغُ : هُوَ الجَوَادُ البَعِيدُ الشَّحْوَةِ، قال الشّاعِرُ:
وَ يَكَادُ يَهْلِكُ في تَنُوفَتِه # شَأْوُ الفَرِيغِ و عَقْبُ ذِي العَقْبِ
وَ قالَ كُراع: هِمْلاجٌ فَرِيغٌ : سَرِيعٌ أَيْضا، و المَعْنَيانِ مُتَقَارِبَانِ.
وَ يُقَالُ: دَابَّةٌ فِرَاغُ السَّيْرِ، أيْ: سَرِيعُ المَشْيِ، واسِعُ الخُطَا، و 14- في الحَدِيثِ: أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ قالَ : «حَمَلْنَا رَسُولَ اللََّهِ، صَلَّى اللََّهُ تَعالَى عَلَيْهِ و سَلَّمَ، عَلَى حِمَارٍ لَنَا قَطُوفٍ، فنَزَلَ عَنْهُ، فإِذا هُوَ فِراغٌ لا يُسَايَرُ» . أي: سَرِيعُ المَشْيِ، واسِعُ الخُطْوَةِ [1] ، و قال الزَّمَخْشَرِيُّ: حِمارٌ فَرِيغٌ :
واسِعُ المَشْيِ، و قَدْ عُلِمَ من ذََلِكَ أَنَّه يُطْلَقُ علَى غَيْرِ الخَيْلِ أَيْضاً.
و الفَرِيغَةُ : المَزَادَةُ الكَثِيرَةُ الأَخْذِ للماءِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، كأَنَّهَا ذاتُ فَرْغٍ ، أيْ: سَعَةٍ، و هُو مَجَازٌ.
و الفِراغُ ، ككِتَابٍ: العِدْلُ مِنْ الأَحْمَالِ، بلغَةِ طَيِءٍ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو.
و قال الأَصْمَعِيُّ: الفِرَاغُ : حَوْضٌ واسِعٌ ضَخْمٌ مِنْ أَدَمٍ، قال أَبُو النَّجْمِ:
تَهْدِي [2] بِهَا كُلَّ نِيافٍ عَنْدَلِ # طاوِيَةٍ [3] جَنْبَيْ فِرَاغٍ عَثْجَلِ
و الفِرَاغُ : الإِنَاءُ بِعَيْنِه، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، و في التَّهْذِيبِ: كُلُّ إِنَاءٍ عِنْدَ العَرَبِ: فِرَاغٌ .
و قال أَبُو زَيْدٍ: الفِرَاغُ : الغَزِيرَةُ مِنَ النُّوقِ، الوَاسِعَةُ جِرَابِ الضَّرْعِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ و صاحِبُ اللسَانِ.
و الفِرَاغُ -في قَوْلِ امْرِىءِ القَيْسِ:
وَ نَحَتْ لَهُ عَنْ أَرزِ تَأْلبَةٍ # فِلْقٍ فِرَاغِ مَعَابِلٍ طُحْلِ [4] .
-: القَوْسُ الوَاسِعَةُ جُرْحِ النَّصْلِ، وَ نَحَتْ: تَحَرَّفَتْ، أي: رَمَتْهُ عَنْ قَوْس، و أَرز: قُوَّةٌ و زِيَادَةٌ، و الضَّمِيرُ في «له» لامْرِيءِ القَيْسِ.
أَو الفِرَاغُ هُنَا: القَوْسُ البَعِيدَةُ السَّهْمِ و يُرْوَى « فِرَاغَ » بالنَّصْبِ، أي: نَحَتْ فِرَاغَ ، و المَعْنَى: كأَنَّ هََذِه المَرْأَةَ رَمَتْهُ بسَهْمٍ في قَلْبِه.
و قال ابنُ عَبّادٍ: الفِراغُ : القَدَحُ الضَّخْمُ، الَّذِي لا يُطَاقُ حَمْلُه، ج: أَفْرِغَةٌ ، كجِرابٍ و أَجْرِبَةٍ.
و قِيلَ: الفِرَاغُ في قَوْلِ امْرىءِ القَيْسِ السّابِقِ: النِّصالُ العَرِيضَةُ [5] ، و أَرادَ بالأَرْزِ: القَوْسَ نَفْسَهَا [6] .
و فَرِغَ الماءُ، كفَرِحَ: انْصَبَّ، الأَوْلَى كسَمِعَ؛ لِيُطَابِقَ مَصْدَرَه، فَرِغَ فَرَاغًا كسَمِعَ سَمَاعاً، و هُوَ نَصُّ اللِّسَان، و في العُبَابِ: فَرِغَ الماءُ، بالكَسْرِ، ففِيهِ إِشارَةٌ لِمَا قُلْنَا، و أَمّا إذا كانَ كفَرِحَ، فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرُه فَرَغًا ، مُحَرَّكَةً، و لا قائِلَ بِه، فَتَأمَّلْ.
و الفَرَاغَةُ : الجَزَعُ و القَلَقُ، قال:
يَكادُ مِنَ الفَرَاغَةِ يُسْتَطارُ
و الفُرَاغَةُ ، بالضَّمِّ: نُطْفَةُ الرَّجُلِ، أي مَنِيُّه، نَقَلَه ابنُ سِيدَه و الجَوْهَرِيُّ.
و الفِرْغُ ، بالكَسْرِ: الفَرَاغِ ، قال طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيّ في قَتْلِ ابْنِ أَخِيهِ حِبَالِ بنِ سَلَمَةَ بنِ خُوَيْلِدٍ:
فَمَا ظَنُّكُمْ بالقَوْمِ إِذْ تَقْتُلُونَهُمْ # أَلَيْسُوا-و إِنْ لَم يُسْلِمُوا-بِرِجَالِ؟
وَ أَنْشَدَ:
فإِنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ [7] و نِسْوَةٌ # فَلَم تَذْهَبُوا فِرْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ
و يُقَالُ: ذَهَبَ دَمُهُ فِرْغًا ، بالكَسْرِ: و يُفْتَحُ، أيْ: باطِلاً هَدَرًا لَم يُطْلَبُ بِهِ، و زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: و كَذا ذَهَبَتْ دِماؤُهُمِ فَرْغًا .
و الأَفْرَغُ : الفارِغُ ، وَ مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:
[1] في النهاية: واسع الخطو.
[2] عن التكملة و بالأصل «تهوى» .
[3] في اللسان: «طاف به جنبي» و الأصل كالتهذيب و التكملة.
[4] التهذيب و اللسان، و في التكملة: «أزر تألبة» هنا و في الشرح، و نقل الشارح النص عنها، و في اللسان فسر الأرز بالقوس نفسها تشبيهاً لها بالشجرة التي يقال لها الأرزة.
[5] كما في التهذيب.
[6] انظر التعليق في الحاشية قبل السابقة.
[7] في التهذيب برواية: «أصبن» بدل «أخذن» .