و نَضَفَ الفَصِيلُ ما في ضَرْعِ أُمِّهِ، كنَصَرَ و ضَرَبَ وَ كِلاهُما عن الفَرّاءِ و مثل فَرِحَ اقْتَصَر عَلَيه الجَوْهَرِيُّ، نَضْفاً بالفتح، و نَضَفاً بالتَّحْرِيكِ: امْتَكَّهُ، و شَرِبَ جَمِيعَ ما فِيهِ، كانْتَضَفَه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَ قالَ الأَزْهَرِيُّ: و العَرَبُ تقولُ للمُوَيْهَةِ القَلِيلَةِ: نُطْفَةٌ ، وَ للماءِ الكَثِيرِ: نُطْفَةٌ ، و هو بالقَلِيلِ أَخَصُّ.
أَو قَلِيلُ ماءٍ يَبْقَى في دَلْوٍ، أو قِرْبَةٍ عن اللِّحْيانِيِّ، و قِيلَ: هي كالجُرْعَةِ، و لا فِعْلَ للنُّطْفَةِ ، و منه 16- الحَدِيثُ : «قال لأَصْحابِه: هَلْ مِنْ وَضُوءٍ؟فجاءَ رجلٌ بنُطْفَةٍ في إِداوَةٍ» . أَرادَ بها هُنَا الماءَ القَلِيلَ كالنُّطافَةِ ، كثُمامَةٍ هي القُطارَةُ ج: نِطافٌ بالكسرِ، و نُطَفٌ بضَمٍّ ففَتْح.
و النُّطْفَةُ : البَحْرُ و هََذا من الكَثِيرِ، و منه 16- الحَدِيثُ :
«قَطَعْنا إِليْهِمْ هََذِه النُّطْفَةَ » . أي: البَحْرَ و ماءَه، و 1- في حَدِيثِ عليٍّ رَضِيَ اللََّه عنه : «و لْيُمْهِلْها عِنْدَ النِّطافِ و الأَعْشابِ» .
أي: الإِبِلَ إذا وَرَدَتْ على المياهِ و العُشْبِ، يَدَعُها لتَرِدَ وَ تَرْعَى، و قد فَرَّقَ الجَوْهَرِيُّ بينَ هََذين اللَّفْظَيْنِ في الجَمْعِ، فقَالَ: النُّطْفَةُ : الماءُ الصّافي، و الجمعُ النِّطافُ .
و النُّطْفَةُ : ماءُ الرَّجُلِ الذي يَتَكَوَّنُ منهُ الوَلَدُ ج: نُطَفٌ قال الصّاغانِيُّ: و شِعْرُ مَعْقِلٍ حُجَّةٌ عَلَيهِ، و هو قَوْلُه:
وَ 16- في الحَدِيثِ : تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ » .
و النُّطْفَتانِ14- في الحَدِيثِ: «لا يَزالُ الإِسْلامُ يَزِيدُ و أَهْلُه، وَ يَنْقُصُ الشِّرْكُ و أَهْلُه، حَتَّى يَسِيرَ الرّاكِبُ بينَ النُّطْفَتَيْنِ لا يَخْشَى إلاّ جَوْرًا» . و هو من الكَثِيرِ: أي بَحْرا
أَو المُرادُ به: ماءُ الفُراتِ، و ماءُ بَحْرِ جُدَّةَ و ما وَالاها، فكأَنّه صَلّى اللََّه عَلَيهِ و سَلَّمَ أَرادَ أنَّ الرّجُلَ يَسِيرُ في أَرضِ العَرَبِ لا يَخافُ في طريقِه غيرَ الضَّلالِ و الجَوْرِ عن الطَّرِيقِ.
أَو المُرادُ بهما بَحْرُ الرُّومِ و بَحْرُ الصِّينِ لأَنَّ كُلَّ نُطْفَةٍ غيرُ الأَخرى، و اللََّه أَعلمُ بما أَرادَ، و 14- في روايةٍ «لا يَخْشَى جَوْرًا» [7] . أي لا يخافُ في طَرِيقِه أَحداً يَجُورُ عَلَيه و يظلِمُه.
و النَّطَفَة بالتَّحْرِيكِ، و كهُمَزَةٍ: القُرْطُ، أو اللُّؤْلُؤَةُ
____________
(1) تقدمت العبارة عنه في مادة «نصف» بالصاد المهملة.
(2) الأصل و اللسان و في التهذيب: «الحصيني» .
(3) ديوان الهذليين 1/143.
(4) في التهذيب و اللسان «لنطفة» و سقطت لقطة «عذبة» منهما.
(5) البيت في ديوان الهذليين في شعر معقل بن خويلد الهذلي 3/67 برواية:
فإنكما لجوابا.. # .. بالنطف الدوامي» .
(6) سورة القيامة الآية 37.
(8) (*) في القاموس: «بَحْرُ» بدل: «بَحْرا» .
(7) هذه رواية الهروي في غريبه: كما في النهاية.
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 505