قال أَبو العَبّاسِ: الحَشْرَجُ: النُّقْرَةُ في الجَبَلِ يَجْتَمِعُ فيها الماءُ فيَصْفُو [1] .
و النَّزِيفُ : سَيْفُ عِكْرِمَةَ بنِ أَبِي جَهْلٍ، رضِيَ اللََّه عنه وَ فيه يَقُولُ:
وَ قَبْلَهُما أَرْدَى النَّزِيفُ سَمَيْدَعاً # له في سَناءِ المَجْدِ بَيْتٌ و مَنْصِبُ
و من المَجاز: نُزِفَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: انْقَطَعَت حُجَّتُه في الخُصُومَةِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
و نَزافِ كقَطامِ: أي انْزِفْ [2] ، أَمْرٌ و منه قولُ ابنَةِ الجُلَنْدَى مَلِكِ عمانَ، حين أَلْبَسَتِ السُّلَحْفاةَ حُلِيَّها، فغاصَتْ في البَحْرِ: نَزافِ ، لم يَبْقَ في البَحْرِ غيرُ قُدافِ:
أَمَرَتْ بالنَّزْفِ .
و أَنْزَفَ[3] الرَّجُلُ: سَكِرَ و منه قِراءَةُ الكُوفِيِّينَ-غيرَ عاصِمٍ-في الصّافّاتِ: و لا هُمْ عَنْها يُنْزِفُونَ [4] بكسرِ الزّايِ، و قراءَةُ الكُوفِيِّينَ في الواقعة و لا يُنْزَفُونَ [5] كذلك و منه قولُ الأُبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيِّ الذي أَنشَدَه الجوهَرِيُّ وَ تقَدَّمَ ذكره.
و أَنْزَفَ الرِّجلُ: ذَهَبَ ماءُ بِئْرِه بالنَّزْحِ و انْقَطَع، نقَلَه الجَوْهرِيُّ.
أَو أَنْزَفَ : ذَهَبَ ماءُ عَيْنِه بالبُكاءِ.
و قال الفَرّاءُ: أَنْزَفَ الرّجُلُ: إذا فَنِيَ خَمْرُه و به فُسِّرَت الآيةُ: أي خَمْرُ أَهْلِ الجَنَّةِ دائِمَةٌ لا تَفْنَى، و عبارَتُه:
و قال أَبو زَيْدٍ: نَزَّفَت المَرْأَةُ تَنْزِيفاً : إذا رَأَتْ دَماً علَى حَمْلِها و ذََلِكَ مما يَزِيدُ الوَلَدَ صِغَرًا و ضَعْفاً، و حَمْلَها طُولاً.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
بِئْرٌ نَزِيفٌ : قَلِيلَةُ الماءِ.
وَ نَزَفهُ الحَجّامُ يَنْزِفُه و يَنْزُفُه : أَخْرَجَ دَمَه كُلَّه.
وَ النُّزْفُ ، بالضمِّ: الضَّعْفُ الحادِثُ مِن خُرُوجِ كثيرِ الدَّمِ، و قيلُ: النُّزْفُ : الجُرْحُ الذي نَزَفَ عنهُ دَمُ الإِنْسانِ.
وَ نَزَفَه الدَّمُّ و الفَرَقُ: زالَ عَقْلُه، عن اللِّحيانِيِّ، قال: و إِن شِئْتَ قلتَ: أَنْزَفَه .
وَ نُزِفَ الرّجلُ دَماً، كعُنِيَ: إذا رَعَفَ فخَرَجَ دَمُه كلُّه.
وَ المُنْزَفُ : الذّاهِبُ العَقْلِ.
وَ أَنْزَفَ الرَّجُلُ: انْقَطَع كلامُه، أو ذَهَبَ عَقْلُه، أو ذَهَبَتْ حُجَّتُه في خُصُومةٍ أو غَيْرِها.
وَ قالَ بعضُهُم: إِنْ كانَ فاعِلاً فهو مُنْزِفٌ ، و إِن كانَ مَفْعُولاً فهو مَنْزُوفٌ ، كأَنَّه على حَذْفِ الزّائِدِ، أو كأَنّه وُضِعَ فيه النَّزْفُ .
نسف [نسف]:
نَسَفَ البِناءَ يَنْسِفُه نَسْفاً : قَلَعَه مِنْ أَصْلِه و منه قَوْلُه تَعالىََ: فَقُلْ يَنْسِفُهََا رَبِّي نَسْفاً[6] أي: يَقْلَعُها من أُصُولِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ، و هو مَجازٌ.
[1] و قال المبرد: الحشرج هاهنا: الكوز الرقيق الحاريّ.
[2] في القاموس: «الْزفْ» و على هامشه عن نسخة أخرى: «انزف» كالأصل.
[3] في القاموس: «و أَلْزَفَ» و بهامشه عن نسخة أخرى: و أَنْزَفَ كالأصل.