نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 447
بالمَدِينةِ، و قالَ: إِنَّه علمٌ لا تدخُلُه الَّلام، و كأَنَّه نَسِيَ هذه القاعِدَةَ التي أَصَّلَها، و أَوجَبَت استقراءَ ما ارتَكَبَه لأَجْلِ اعْتِراضِه بِهِ جَرْياً على مَذْهَبِه، و مُجازاةً له على اعْتِراضِه بلا شَيْءٍ، فأَخَذَ يرتَكِبُ مثلَه في كَثِيرٍ من التّراكِيبِ، كما نَبَّهْنا عليه هُناكَ، إلى آخر ما قال.
أَو هو جَبَلٌ مِنْ زُمُرُّذٍ أَخْضَرَ، و قِيلَ: من ياقُوتَةٍ خَضْراءَ، وَ أنَّ السّماءَ بَيْضاءُ، و إِنّما اخْضَرَّتْ من خُضْرَتِه و ما مِنْ بَلَدٍ إلاّ و فيهِ عِرْقٌ منه، و علَيْهِ مَلَكٌ يُقال: اسمُه صلصائِيل إِذا أَرادَ اللََّه أَنْ يُهْلِكَ قَوْماً أَمَرَه[فَحَرَّكَ] [1] فَخَسَفَ بهم كَذَا ذَكَره بعضُ المُتَكَلِّمِينَ على عَجائِبِ المَخْلُوقات.
أَو هو اسْمٌ للقُرآنِ. وَ قِيل: مَعْناه قُضِيَ الأَمرُ، كما قيل: حم* : حُمَّ الأَمْرُ.
و القائِفُ : مَنْ يَعْرِفُ الآثارَ، ج: قافَةٌ .و قافَ أَثَرَهُ يَقُوفُه قَوْفاً ، و قِيافَةً : تَبِعَهُ، كقَفَاهُ قَفْواً، كما في الصِّحاحِ، و أَنشدَ للقُطامِيِّ:
كَذَبْتُ عليكَ لا تَزالُ تَقُوفُنِي # كما قافَ آثارَ الوَسِيقَةِ قائِفُ
وَ قالَ ابنُ بَرِّي: البيتُ للأَسْوَدِ بن يَعْفُرَ.
و اقْتافَهُ مثل قافَه ، و كذََلِكَ اقْتَفاه.
وَ قالَ ابنُ الأَثِير: القائِفُ : الذي يَتَّبَعُ الآثارَ، و يَعْرِفُها وَ يَعْرِفُ شَبَه الرَّجُلِ بأَخيه و بأَبِيهِ، و منه 16- الحَدِيث : «إنَّ مُجَزِّزاً كانَ قائِفاً » .
و يُقال: هُو أَقْوَفُهُم : أي أَكْثَرُهُمْ في القَوْفِ .
و قال ابنُ شُمَيْلٍ: يُقال: هو يتَقَوَّفُ عليَّ مالِي أي يَحْجُرُ: عليَّ فيهِ.و تَقَوَّفَ فُلانًا في المَجْلِسِ: صارَ يَأْخُذُ عَلَيهِ في كَلامِه، و يَقُولُ له: قُلْ كَذَا و كَذَا كما في اللِّسانِ و العُبابِ.
وَ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: القافُ و الواوُ و الفاءُ ليسَتْ أَصْلاً، و إِنَّما هي من بابِ الإِبْدالِ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه: قُوفُ الرَّقَبَةِ و قُوفَتُها ، مثل قُوفِها ، نَقلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَ القِيافَةُ ، بالكسر: تَتَبُّعُ الأَثَرِ.
وَ تَقَوَّفَه : تَتَبَّعَه، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
مُحَلًّى بأَطْوافٍ عِتاقٍ يَبِينُها # على الضَّزْنِ أَغْبَى الضَّأْنِ لو يَتَقَوَّفُ [2]
الضَّزْنُ هنا: سوءُ الحالِ من الجَهْلِ، يَقُولُ: كَرَمُه وجُودُه يَبِينُ لمن لا يَفْهَمُ الخَبَرَ، فكيفَ من يَفْهَمُ؟.
وَ القَوْفُ : القَذْفُ، مثلُ القَفْوِ، قال:
أَعُوذُ باللََّه الجَلِيلِ الأَعْظَمِ # من قَوْفيَ الشَّيءَ الذي لم أَعْلَمِ
كما في اللِّسانِ.
وَ ابنُ القُوفِ ، بالضَّمِّ: من المُحَدِّثِينَ.
وَ القَوّافُ ، و القَيّافُ : القائِفُ .
قيف [قيف]:
ذُو قَيْفانَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ و صاحبُ اللِّسانِ، وَ قالَ الصّاغانِيُّ: هو لَقَبُ عَلْقَمَة بن عَبْسٍ[3] هََكَذا في النُّسَخِ، و مثلُه في جَمْهَرةِ ابنِ الكَلْبِي، و وُجِدَ في نُسَخِ العُباب و التَّكْمِلَةِ «عَلَس» بالّلامِ، و هو ذو جَدَنِ بنُ الحارِثِ ابن زَيْدِ بن الغَوْثِ بنِ الأَصْغَرِ بنِ [4] سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عَدِيٍّ الحِمْيَرِيُ أَو ذُو قَيْفانَ بنُ مالِكِ بن زُبَيْدِ بنِ وَلِيعَةَ بن مُعَيْدِ [5] بن سَبَإِ الأَصْغَرِ بنِ كَعْبِ بنِ زَيْدِ بنِ سَهْلٍ، و قرأَتُ في جمهرَةِ الأَنسابِ لأَبِي عُبَيْدٍ ما نَصُّه: و ذُو جَدَن اسمه عَبْسُ بنُ الحارِثِ من وَلَدِه عَلْقَمَةُ بن شَراحِيل، و هو ذُو قَيْفان كان مَلِكَ البَوْنِ، و البَوْنُ: مَدينَةٌ لهَمْدانَ، قتَلَه زَيْدُ بن مُرْبّ [6] الهَمْدانِيّ، جَدُّ سَعِيدِ بنِ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ، و مَلَكَ بعدَه مَرْثَدُ بنُ عَلَسٍ الَّذِي أَتاهُ امرؤُ القَيْسِ يَسْتَمِدُّه على بَنِي أَسَدٍ، و في ذي قَيْفانَ يَقُول عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ -رضِيَ اللََّه عنه-:
[1] ما بين معقوفين سقط من الأصل و استدرك عن القاموس.