نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 266
و بَلِيَ، و قَدْ مَرَّ قَرِيباً من قَوْلِ اللَّيْثِ: إنَّ السُّخْفَ مَخْصُوصٌ في العقَلِ، و السّخافَةَ عامٌّ في كُلِّ شَيْءٍ، فالمُناسِبُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرُ سَخُفَ السِّقاءُ سَخافَةً ، كَكَرامةٍ، فتَأَمَّلْ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
أَسْخَفَ الرَّجُلُ: قَلَّ مَالُه و رَقَّ، قال رُؤْبَةُ:
و إِنْ تَشَكَّيْتُ مِنَ الْإِسْخَافِ
وَ قالوا: ما أَسْخَفَهُ !قال سِيبَوَيْه: وَقَعَ التَّعَجُّبُ فيه ما أَفْعَلَهُ، و إن كانَ كالخُلُقِ، لأَنَّه ليس بلَوْنٍ و لا بِخِلْقَةٍ فيه، وَ إِنَّمَا هو من نُقْصَانِ العَقْلِ و قد ذُكِرَ ذلك في بَابِ الحُمْقِ.
وَ سَحابٌ سَخِيفٌ : رَقِيقٌ، و عُشْبٌ سَخِيفٌ ، كذلك.
وَ سَخَّفَهُ الجُوعُ، تَسْخِيفاً، كما في الأَسَاسِ.
سدف [سدف]:
السَّدْفَةُ ، بالفَتْحِ، و يُضَمُّ: الظُّلْمَةُ، تَمِيمَّيةٌ، وَ في الصَّحاحِ: قال الْأَصْمِعيُّ: هي لُغَةُ نَجْدٍ.
و السَّدْفَةُ أَيضاً، بلُغَتَيْه: الضَّوْءُ، قَيْسِيَّةٌ، وَ في الصِّحاحِ: و في لُغَةِ غيرِهِم: الضَّوْءُ، و الذي نَقَلَهُ المُصَنِّفُ هو قَوْلُ أَبي زَيْدٍ في نَوَادِرِه [1] ، ضِدُّ، صَرَّح به الجَوْهرِيُّ وَ غَيْرُه و في شَرْحِ شَيْخِنَا، قلتُ: لا تَضَادَّ مع اخْتِلافِ اللُّغَتَيْن، كما قالَهُ جَمَاعَةٌ، و أُجِيبَ بإِنَّ التَّضَادَّ باعْتِبَارِ اسْتِعْمَالِنَا، إِذْ لا حَجْرَ علينا، على أنَّ العَرَبِيَّ يَتَكَلَّمُ بلُغَةِ غيرِه، إذا لَم تَكُنْ خَطَأً، فتَأَمَّلْ، أَو سُمِّيَا بِاسْمٍ، لأَنَّ كُلاًّ يَأْتِي علَى الْآخَرِ، كَالسَّدَفِ ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و هو أَيضاً مِن الأَضْدادِ، و الجَمْعُ: أَسْدَافٌ ، قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
[ السَّدْفَةُ ]: اخْتِلاَطُ الضَّوْءِ و الظُّلْمَةِ مَعاً، كوَقْتِ ما بَيْنَ طُلُوع الفجِر إِلَى أَوَّلِ الإِسْفَارِ، حَكاهُ أَبو عُبَيْدٍ، عن بعضِ اللُّغَوِيِّين، و نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، و قالَ عُمَارَة: السَّدْفَةُ : ظُلْمَةٌفيها ضَوْءٌ مِن أَوَّلِ اللَّيْلِ و آخِرِه: ما بَيْنَ الظُّلْمَةِ إِلَى الشَّفَقِ، و ما بَيْنَ الفَجْرِ إلى الصَّلاةِ، قال الأَزْهَرِيُّ:
وَ الصحيحُ ما قَالَهُ عُمَارَة.
و السَّدْفَةُ ، و السُّدْفَةُ : الطَّائِفَةُ من اللَّيْلِ، وَ قال اللِّحْيَانِيُّ: أَتَيْتُه بسُدْفَةٍ ، أي: في بَقِيَّةٍ من اللَّيْلِ.
و السُّدْفَةُ ، بِالضَّمِّ: البَابُ، وَ منه قَوْلُ امْرَأَةٍ مِن قَيسٍ تَهْجُو زَوجَها.
عليه، تَقِيهِ مِن الْمَطَرِ و لو قال: تَقِيهِ المَطَرَ، لكَانَ أخْصَرَ.
و السَّدَفُ ، مُحَرَّكَةً: الصُّبْحُ، و به فَسَّرَ أَبو عمرٍو قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ:
وَ لَيْلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا # بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفَا
قال: أي أَسِيرُ حتى الصُّبْحِ، و قال الفَرَّاءُ، السَّدَفُ :
إِقْبَالُهُ، أي: الصُّبْح، و أَنْشَدَ لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ:
نَحْنُ بِغَرْسِ الْوَدِيِّ أَعْلَمُنَا # مِنَّا بِرَكْضِ الْجِيَادِ في السَّدَفِ
قال المُفضِّلُ: سَعْدٌ القَرْقَرَةُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَجَرَ، و كان النُّعْمَانُ يَضْحَكُ منه، فدَعَا النُّعْمَانُ بفَرَسِهِ «اليَحْمُومِ» و قال له: ارْكَبْهُ، و اطْلُبِ الوَحْشَ، فقَالَ سعدٌ: إِذَنْ و اللََّه أُصْرَعُ، فَأَبَى النُّعْمَانُ إِلاَّ أَنْ يَرْكَبه، فلمَّا رَكِبَه سَعْدٌ نَظَرَ إلى بَعْضِ وَلَدِهِ، و قال: «وَا بِأَبِي وُجُوهُ اليَتَامَى» ، ثم قال البيتَ، وَ الوَدِيُّ: صِغَارُ النَّخْلِ، و منا: أي فِينَا.
وَ 16- في حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللََّه عنه -: «فَصَلِّ الْفَجْرَ إِلَى السَّدَفِ » . أي: إِلَى بَيَاضِ النَّهَارِ.
و السَّدَفُ أَيضاً: سَوَادُ اللَّيْلِ، كَالسُّدْفَةِ ، بالضَّمِّ، و هذا تقدَّم، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لحُمَيْدٍ الأَرْقَطِ:
و سَدَفُ الْخَيْطِ الْبَهِيمِ سَاتِرُهْ
[1] نقله الأزهري في التهذيب عن أبي زيد و عن أبي محمد اليزيدي.
[2] ديوان الهذليين 2/111 و فسر الساهرة بالأرض و العميم: المكتهل التام من النبت. و الجميم: النبت الذي قد نبت و ارتفع قليلاً و لم يتم كل التمام.