responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 74

يا لَيْتَنِي شَاهِدُ فَحْوَاءَ دَعْوَتِهِ # إذا قُرَيْشُ تُبَغَّي الحَقَّ خِذْلانا

قُلْتُ: و رُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَيْضاً: إِنَّمَا سُمَّي يَوْمَ الجُمعَةِ ، لأَنَّ قُرَيْشاً كانَتْ تَجْتَمِعُ إلَى قُصَيّ في دارِ النَّدْوَةِ، و الجَمْعُ بَيْنَ قَوْلِهِ هذا و الَّذِي تَقَدَّم ظاهِرُ. و قالَ أَقْوَامُ: إِنَّمَا سُمَّيَت الجُمُعَةَ في الإسلام، و ذَلِكَ لاِجْتِمَاعِهم في المَسْجِدِ، و في حَدِيثِ الكَشَّيّ أَنَّ الأَنْصَارَ سَمَّوْهُ جُمُعَةً لاجْتِمَاعِهِم فيه. و 16- رُوِيَ عَن ابْنِ عَبّاس، رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، أَنَّهُ قال : «إنّما سُمّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، لأَنّ اللّه تَعَالَى جَمَعَ فيه خَلْقَ آدَمَ عَلَيْه السَّلامُ» و أَخْرَجَه السُّهَيْلي في الرَّوْضِ مِن طَرِيقِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيّ

فائدَةٌ:

قالَ اللَّحْيَانِيّ: كانَ أَبو زِيَادٍ و أَبُو الجَرّاح يَقُولان: مَضتِ الجُمُعَةُ بِمَا فِيها، فَيُوَحَّدانِ و يُؤَنَّثَان، و كانَا يَقُولانِ: مَضَى السَّبْتُ بما فيه، و مَضَى الأحَدُ بِمَا فيه، فيُوَحَّدَانِ و يُذَكَّرَان.

و اخْتَلَفا فِيمَا بَعْدَ هََذا، فكانَ أَبُو زِيَادٍ يَقُولُ: مَضَى الاثْنانِ بِمَا فيه، و مَضَى الثّلاثاءُ بما فيه، و كَذلِكَ الأَرْبَعَاءُ و الخَمِيس. قالَ: و كانَ أَبُو الجَرَّاحِ يَقُول: مَضَى الاثْنَانِ بما فيهما، و مَضَى الثلاثاءُ بما فيهِنَّ، و مَضَى الأَرْبَعَاءُ بما فِيهِنَّ، و مضَى الخَميسُ بما فيهنَّ، فيَجْمَعُ و يُؤَنَّثُ، يُخْرِجُ ذََلِك مُخْرَجَ العَدَد.

قَالَ أَبُو حاتِمٍ: مَنْ خَفَّفَ قالَ في‌ ج: جُمَعٌ ، كصُرَدٍ و غُرَفٍ، و جُمْعَات ، بالضم، و بضمتين‌ كغُرْفات، وَ غُرُفات و تُفْتَحُ المِيمُ‌ في جَمْع الجُمَعَة ، كهُمَزَةٍ: قَالَ: و لا يَجُوزُ جُمْعٌ في هذا الوَجْه.

و يُقَالُ: أَدامَ اللّه جُمْعَةَ مَا بَيْنكُمَا بالضَّمَّ، كما يُقَالُ: أُلْفَةَ ما بَيْنَكُمَا [1] قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.

و الجَمْعَاءُ : النّاقَة الكَافَّةُ الهَرِمَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

و الجَمْعَاءُ من البَهَائِم: الَّتِي لَمْ يَذْهَبْ من بَدَنِهَا شَيْ‌ءٌ، و مِنْهُ 16- الحَدِيثُ : «كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ » . أَيْ سَلِيمَةً مِن العُيُوبِ، مُجْتَمِعَةَ الأَعْضَاءِ كامِلَتَها، فلاَ جَدْعَ و لا كَيَّ.

و جَمْعَاءُ : تَأْنِيثُ أَجْمَعَ ، و هو وَاحِدٌ في مَعْنَى جَمْعٍ ، و جَمْعُهُ : أَجْمَعُونَ . في الصّحاح: جُمَع جَمْعُ جُمْعَة ، و جَمْعُ جَمْعَاءَ في تَوْكِيدِ المُؤَنَّثِ تَقُولُ: رَأَيْتُ النَّسْوَةَ جُمَعَ ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ، و هو مَعْرِفَةٌ بِغَيْر الأَلِفِ و الّلامِ، و كَذلِكَ ما يَجْرِي مَجْرَاهُ من التَّوكِيدِ، لأَنَّهُ تَوْكِيدٌ للْمَعْرِفَةِ، و أَخَذْتُ حَقَّي أَجْمَعَ ، في تَوْكِيدِ المُذَكَّرِ و هو تَوْكِيدٌ مَحْضُ، و كَذلِكَ أَجْمَعُونَ و جَمْعَاءُ و جُمَعُ ، و أَكْتَعُونَ، و أَبْتَعُونَ، و أَبْصَعُونَ، لا يَكُونُ إِلاّ تَأْكَيداً تابِعاً لِما قَبْلَهُ، لا يُبْتَدَأَ و لا يُخْبَرُ به، و لا عَنْهُ، و لا يَكُونُ فاعِلاً و لا مَفْعُولا، كما يَكُونُ غَيْرُهُ مِن التَّوَاكِيدِ اسْماً مَرَّةً، و تَوْكِيداً أُخْرَى، مِثْلُ: نَفْسه و عَيْنه و كُلّه. و أَجْمَعُونَ : جَمْعُ أَجْمَعَ ، و أَجْمَعُ وَاحِدٌ في مَعْنَى جَمْعٍ ، وَ لَيْسَ لَهُ مُفرَدٌ مِن لَفْظِهِ، و المُؤَنّثُ جَمْعَاءُ ، و كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَجْمَعُوا جَمْعَاءَ بالأَلِفُ و التّاءِ، كَمَا جَمَعُوا أَجْمَعَ بالوَاو و النُّونِ، و لكِنَّهُمْ قالُوا فِي جَمْعِهَا : جُمَعُ . انتهى، و نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً هكَذا.

و في اللَّسَانِ: و جَمِيعٌ يُؤَكَّدُ به، يُقَالُ: جاؤُوا جَمِيعاً :

كُلَّهُمْ، و أَجْمَعُ مِنْ الأَلْفَاظِ الدّالَّةِ عَلَى الإحَاطَةِ و لَيْسَتْ بصِفَةٍ، و لكِنَّهُ يُلَمُّ به ما قَبْلَهُ من الأَسْمَاءِ و يُجْرَى عَلَى إِعْرَابِهِ، فلذََلِكَ قالَ النَّحْوِيُّون: صِفَة، و الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِصِفَةٍ قَوْلُهُمْ أَجْمَعُون ، فلَوْ كانَ صِفَةً لَمْ يَسْلَمْ جَمْعُه و لَوْ كَانَ مُكَسَّراً، و الأُنْثَى جَمْعَاءُ ، و كِلاهُمَا مَعْرِفَةٌ لا يُنكرُ عند سيبويه. و أَمَّا ثعلبُ فحكى فيهمَا التَّنكِيرَ و التَّعْرِيفَ جَمِيعاً ، يَقُولُ: أَعْجَبَنِي القَصْرُ أَجْمَعُ و أَجْمَعَ ، الرَّفْعُ عَلَى التَّوكِيدِ و النَّصْبُ على الحالِ، و الجَمْعُ ، « جُمَعُ » مَعْدولٌ عن جَمْعاوَاتٍ ، أَو جَمَاعَى ، و لا يَكُونُ مَعْدُولاً عَنْ جُمْعٍ ، لأَنَّ أَجْمَعَ لَيْسَ بِوَصْف، فَيَكُونُ كأَحْمَرَ و حُمْرٍ. قالَ أَبُو عَلِيّ:

بابُ أَجْمَعَ و جَمْعَاءَ ، و أَكْتَعَ و كَتْعَاءَ و ما يَتْبَع ذلِكَ مِنْ بَقِيَّته، إِنَّمَا هو اتّفَاقٌ و تَوَارُدٌ وَقَعَ في اللُّغَةِ علَى غَيْرِ ما كَانَ في وَزْنِهِ مِنْهِا، لأَنَّ بَابَ أَفْعَلَ و فَعْلاء إِنّمَا هُوَ للصَّفاتِ، و جَمِيعُهَا يَجِي‌ءُ علَى هذا الوَضْعِ نَكِرَاتٍ نَحْو أَحْمَرَ و حَمْرَاء، و أَصْفَرُ و صَفْرَاء، و هذا و نَحْوُه صِفَاتٌ نَكِرَاتٌ، فأَمَّا أَجْمَعُ و جَمْعَاءُ فاسْمَانِ مَعْرفَتَانِ، لَيْسا بصَفَتَيْنِ، فإنَّمَا ذلِكَ اتَّفَاقٌ وَقَعَ بَيْنَ هذِه الكَلِمَة المُؤَكَّدِ بها، و يُقَالُ: لك هذا المالُ أَجْمَعُ ، و لك هذِهِ الحِنْطَةُ جَمْعَاءُ . و تَقَدَّم‌ البَحْثُ في ذلِكَ في بَ ت ع. و في الصّحاح: يُقَالُ: جاءُوا بأَجْمَعِهِم و تُضَمُّ المِيمُ، كما تَقُولُ: جَاءُوا بأَكْلُبِهِمْ جَمْعُ كَلْبٍ، أَيْ كُلّهم. قَالَ ابنُ بَرَّيّ: و شَاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ أبِي دَهْبَلٍ.


[1] في التهذيب: «بينكما» بحذف «ما» .

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست