و أَوْرَعَ بَيْنَهُمَا إِيراعاً: حَجَزَ و كَفَّ، لُغَةٌ فِي وَرَّعَ تَوْرِيعاً ، عنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.
و وَرَّعَهُ عَنِ الشَّيْءِ تَوْرِيعاً : كَفَّهُ عَنْهُ، و منه 17- حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : « وَرِّعِ اللِّصَّ و لا تُراعِهِ » . أَي: إِذَا رَأَيْتَه فِي مَنْزِلِكَ فادْفَعْهُ و اكْفُفْهُ، و لا تَنْظُرْ مَا يَكُونُ منه، كما في الصحاح.
و فَسَّرَه ثعلبٌ فقال: يقول: إِذا شَعَرْتَ به في مَنْزِلَكِ فادفَعْهُ و اكْفُفْهُ عَنْ أَخْذِ مَتَاعِكَ، و لا تُراعِه ، أَي: لا تُشْهِدْ عليهِ، و قِيلَ: مَعْنَاهُ: رُدَّهُ بتَعَرُّضٍ لَهُ و تَنْبِيهٍ، و قالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
و لا تُرَاعِهِ ، أَي: لا تَنْتَظِرْ فِيهِ شَيْئاً، و كُلُّ شَيْءٍ تَنْتَظِرُه فأَنْتَ تُرَاعِيهِ و تَرْعاهُ، و كُلُّ شَيْءٍ كَفَفْتَه فقَدْ وَرَّعْتَهُ ، و 17- في حَدِيثِ عُمَرَ، قالَ للسّائِبِ : « وَرِّعْ عَنِّي فِي الدِّرْهَمِ و الدِّرْهَمَيْنِ» .
و يُرْوَى «يُوَازِعُه» بالزاي [4] . و المُوَارَعَةُ أَيْضاً: المُشَاوَرَةُ و به فُسِّرَ 1- الحَدِيثُ : «كانَ أَبُو بَكْرٍ و عُمَرُ يُوَارِعانِ عَلِيّاً» . رَضِيَ اللَّهُ عنهم، أَي:
يَسْتَشِيرانِهِ، كما فِي العُبَابِ و النِّهَايَةِ، و أَصْلُه مِنَ المُنَاطَقَةِ و المُكَالَمَةِ.
و تَوَرَّعَ الرَّجُلُ مِنْ كَذََا أَي: تَحَرَّجَ مِنْهُ، و أَصْلُه في المَحَارِمِ، ثم اسْتُعِيرَ للكَفِّ عَنِ المُبَاحِ و الحَلاَلِ، و مِنْهُ المُتَوَرِّعُ ، للتَّقِيِّ المُتَحَرِّجِ.
*و مِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:
وَرَّعَ بَيْنَهُمَا تَوْرِيعاً : حَجَزَ، و أَوْرَعَ أَعْلَى.
و وَرَّعَ الفَرَس: حَبَسَهُ بلِجامِه، قالَ أَبُو دُوادٍ: