أَو عُقابُ مَلاع : هِيَ العُقَيِّبُ الَّتِي تَصِيدُ العَصَافِيرَ و الجُرْذانَ ، و لا تَأْخُذُ أَكْبَرَ مِنْهَا، فارِسِيَّتُه: مُوشْ خُوَار[1] ، قالَهُ أَبُو الهَيْثَمِ، و مِنْ أَمْثَالِهِم: «لأَنْتَ أَخَفُّ مِنْ عُقَيِّبِ مَلاعَ يا فَتًى» ، بالنَّصْبِ.
و قالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: هُمْ عَلَيْه مَلْعٌ واحِدٌ : إِذا تَجَمَّعُوا عَلَيْهِ بِالعَداوَةِ.و يُقَال: لَشَدَّ ما أَمْلَعَتِ النّاقَةُ، و امْتَلَعَتْ ، أَي: مَرَّتْ مُسْرِعَةً ، و قد امْتَلَعَ الجَمَلُ فسَبَقَ، أَوهُما أَي الإِمْلاعُ و الامْتِلاعُ : سُرْعَةُ عَنَقِهَا.و يُقَالُ: مَلَعَ الشّاةَ، كمَنَعَ: سَلَخَهَا مِنْ قِبَلِ عُنُقِها، كامْتَلَعَها ، و هََذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.
قال: و امْتَلَعَه : اخْتَلَسَهُ كامْتَعَلَه عَلَى القَلْبِ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
المَلْعُ : الذَّهَابُ فِي الأرْضِ، و قِيلَ: الطَّلَبُ، و قِيلَ:
السُّرْعَةُ و الخِفَّةُ، و قِيلَ: شِدَّةُ السَّيْرِ، و قِيلَ: العَدْوُ الشَّدِيدُ، و قِيلَ: فَوْقَ المَشْيِ و دُونَ الخَبَبِ، و قِيلَ: هُوَ السَّيْرُ الخَفِيف السَّرِيعُ، و قَدْ مَلَعَ مَلْعاً و مَلَعاناً ، الأَخِيرَةُ مُحَرَّكَةٌ.
و قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المَلْعُ : سُرْعَةُ سَيْرِ النّاقَةِ، و قَدْ مَلَعَتْ و انْمَلَعَتْ ، و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:
فُتْلُ المَرَافِقِ تَحْدُوهَا فَتَنْمَلِعُ
كما في الصِّحاحِ.
و جَمَلٌ مَلُوعٌ و مَيْلَعٌ ، كصَبُورٍ و حَيْدَرٍ: سَرِيعٌ، و الأُنْثَى مَلُوعٌ و مَيْلَعٌ ، و مَيْلاعٌ نادِرٌ، فِيمَنْ جَعَلَه فَيْعَالاً؛ و ذََلِكَ لاخْتِصَاصِ المَصْدَرِ بهََذا البِنَاءِ.
و أَنْكَرَ الأَزْهَرِيُّ قَوْلَهُم: جَمَلٌ مَيْلَعٌ ، كما تقَدَّمَ. و عُقَابٌ مَلاعٌ و مِلاعٌ و مَلُوعٌ ، كسَحَابٍ و كِتابٍ و صَبُورٍ:
خَفِيفَةُ الضَّرْبِ و الاخْتِطَافِ.
و المَيْلَعُ ، كحَيْدَرٍ: الطَّرِيقُ الَّذِي لَهُ سَنَدانِ مَدَّ البَصَرِ.
المَنْعُ : أَنْ تَحُولَ بينَ الرَّجُلِ و بَيْنَ الشَّيءِ الّذِي يُرِيدُه، و يُقَال: هُوَ تَحْجِيرُ الشَّيْءِ، و يُقَال أَيْضاً: مَنَعَه مِنْ كَذا، و عَنْ كَذََا، و يُقَال: مَنَعَه مِنْ حَقِّهِ، و مَنَعَ حَقَّهُ مِنْهُ؛ لأَنَّه يَكُونُ بمَعْنَى الحَيْلُولَةِ بَيْنَهُمَا، و الحِمَايَةِ، و لا قَلْبَ فيهِ، كما تُوُهِّم، قالَهُ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَةِ، و نَقَلَه شَيْخُنَا كمَنَّعَهُ تَمْنِيعاً، فامْتَنَعَ مِنْه، و تَمَنَّعَ فهُوَ مانِعٌ ، و مَنّاعٌ ، كشَدَّادٍ، و مَنُوعٌ ، كصَبُورٍ.
و قد يُرَادُ بِذََلِكَ البُخْلُ، و مِنْهُ قولُه تَعَالَى: وَ يَمْنَعُونَ اَلْمََاعُونَ[3] .. ، مَنََّاعٍ لِلْخَيْرِ*[4] .. ، وَ إِذََا مَسَّهُ اَلْخَيْرُ مَنُوعاً[5] .
و أَمّا المانِعُ -فِي أَسْمَائِهِ جَلَّ ذِكْرُه-فَهُوَ: الَّذِي يَمْنَعُ مَنِ اسْتَحَقَّ المَنْعَ ، و قِيلَ: يَمْنَعُ أَهْلَ دِينهِ، أَيْ: يَحُوطُهُم و يَنْصُرُهُمْ، جَمْعُ الأَوَّلِ مَنَعةٌ ، مُحَرَّكَةً ، ككافِرٍ و كَفَرَةٍ.
و يُقَالُ: هُوَ فِي عِزٍّ و مَنَعَةٍ ، مُحَرَّكَةً، و قدْ يُسَكَّنُ عنِ ابنِ السِّكِّيتِ، و عَلَى التَّحْرِيكِ فيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ مانِعٍ ، كما حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ، و عَزَاهُ ابنُ بَرِّيّ للنَّجِيرَمِيِّ، أَي : هُوَ فِي عِزٍّ و مَعَهُ مَنْ يَمْنَعُهُ مِنْ عَشِيرَتهِ ، كما فِي الصِّحاحِ، فمِنْ بَيَانِيَّةٌ، أَي: مَعَهُ ناسٌ مُتَّصِفُونَ بأَنَّهُمْ