نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 421
و نَفَى الجُنْدُبُ الحَصَى بكُرَاعَيْ # هِ و أَوْفَى فِي عُودِهِ الحِرْباءُ
و كُراعُ الأَرْضِ: ناحِيَتُها.
و أَكْرَعَ القَوْمُ: إِذا صَبَّتْ عليِهمُ السَّمَاءُ، فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتّى يَسْقُوا إِبِلَهُمْ منه، و 17- في حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ : «شَرِبْتُ عُنْفُوانَ المَكْرَع » . هو مَفْعَلٌ من الكَرْعِ ، أَرادَ بهِ: عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الأَمْرِ [1] و شَرِبَ غَيْرُه مِنَ الكَدِرِ، و قالَ الحُوَيْدِرَةُ:
و إِذا تُنازِعُكَ الحَدِيثَ رَأَيْتَها # حَسَناً تَبَسُّمُها لَذِيذَ المَكْرَعِ
و قَرَأْتُ في المُفَضَّلِيّاتِ: قالَ: المَكْرَع : تَقْبِيلُه إِيْاها، أَخَذَه من قَوْلِكَ: كَرَعْتُ في الماءِ، و يُرْوَى: «لَذِيذَ المَشْرَعِ» . و قالَ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ: المَكْرَعُ : ما يُكْرَعُ مِنْ رِيقِها، قال: لَذِيذَ المَكْرَع ، فنَقَلَ الفِعْلَ، و أَقَرَّهُ على الثّانِي، فتَرَكَه مُذَكَّرًا، و لَيْسَ هُوَ الأَصْلُ؛ لاِنَّكَ إِذا نَقَلْتَ الفِعْلَ إِلَى الأَوَّلِ أَضَفْتَ و أَجْرَيْتَه على الأَوَّلِ في تَأْنِيثِه و تَذْكِيرِه و تَثْنِيَتهِ و جَمْعِه، و رُبَّمَا أَقَرُّوه عَلَى الثّانِي، و هُوَ قَلِيلٌ، فتَقُولُ-إِذا أَجْرَيْتَ المَنْقُولَ عَلَى الثّانِي و أَقْرَرْتَه له-: مَرَرْتُ بامْرَأَةٍ كَرِيم الأَبِ.
و الكَرَعُ مُحَرَّكَةً: الَّذِي تَخُوضُهُ الماشِيَةُ بأَكارِعِها .
و أَكْرَعُوا : أَصابُوا الكَرَعَ .
و المُكْرَعَاتُ : النَّخْلُ القَرِيبَةُ مِنَ البُيُوتِ.
و أَكارِعُ النّاسِ: السَّفِلَةُ، شُبِّهُوا بأَكارِع الدَّوابِّ، و هو مَجَازٌ.
و أَبُو رِياشٍ سُوَيْدُ بنُ كُراعَ : مِنْ فُرْسانِ العَرَبِ و شُعَرائِهِم، و كُرَاعُ : اسمُ أُمِّهِ لا يَنْصَرِفُ، و اسمُ أَبِيهِ عَمْرٌو، و قيل: سَلَمَةُ العُكْلِيُّ، قالَ سِيبَوَيْهٌ: و هُوَ من القِسْمِ الّذِي يَقَعُ فِيهِ النَّسَبُ إِلى الثّانِي؛ لأَنَّ تَعَرُّفَهُ إِنّما هُوَ بهِ، كابْنِ الزُّبَيْرِ، و أَبِي دَعْلَجٍ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: و أَمّا الكَرَّاعَةُ -بالتَّشْدِيدِ-الَّتِي تَلْفِظُ بِها العامَّةُ فَكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ [2] . و الكَوَارِعُ من النَّخِيلِ: الكارِعاتُ [3] .
و فَرَسٌ أَكْرَعُ : دَقِيقُ القَوائِمِ، و هي كَرْعَاءُ.
و كَرَّعَ في الماءِ تَكْرِيعاً، كَكَرِعَ .
و ذَا مَكْرَعُ الدّوابِّ، و مَكارِعُها.
و يَوْمُ الأَكارِعِ : هو يُومُ النَّفْرِ الأَوَّلِ.
كسع [كسع]:
كسَعَه ، كمَنَعَه كَسْعاً : ضَرَبَ دُبُرَه بيَدِه [4] ، أَوْ بِصَدْرِ قَدَمِه ، يُقال: اتَّبَعَ فُلانٌ أَدْبَارَهُم يَكْسَعُهُم بالسَّيفِ، مثلُ يَكْسَؤُهُم، أَي يَطْرُدُهُم، كَما في الصِّحاحِ، و قد سبقَ في الهَمْزَةِ، و مَرَّ عن الجَوْهَرِيِّ هُناكَ أَيْضاً. قولُهُم -للرَّجُلِ إِذا هَزَمَ القَوْمَ، فَمَرَّ و هُو يَطْرُدُهُم-: مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُهُم وَ يَكْسَؤُهُم.
و كَسَعَت النّاقَةُ و الظَّبْيَةُ كَسْعاً : أَدْخَلَتا أَذْنابَهُمَا بَيْنَ أَرْجُلِهِما، فهِيَ كاسِعٌ بغَيْرٍ هَاءٍ، كما في العُبَابِ، و في الأَساسِ: كَسَعَت الخَيْلُ بأَذْنابِها، و اكْتَسَعَتْ: أَدْخَلَتْهَا بَيْنَ أَرْجُلِهَا، و هُنَّ كَوَاسِعُ .
و قالَ اللَّيْثُ: كَسَعَ النّاقَةَ بغُبْرِها: تَرَكَ بَقِيَّةً مِنْ لَبَنِها في خِلْفِهَا، يُرِيدُ بذََلِكَ تَغْزِيرَها و هُوَ أَشَدُّ لَهَا، و نَصُّ الجَوْهَرِيِّ: إِذا ضَرَب خِلْفَهَا بِالماءِ البارِدِ لِيَتَرادَّ اللَّبَنُ في ظَهْرِهَا [5] ، و ذََلِكَ إِذا خافَ عَلَيْهَا الجَدْبَ في العَام القَابِلِ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِهَا # إِنّك لا تَدْرِي مَن النّاتِجُ [6]
يَقُولُ: لا تُغَرِّزْ [7] إِبِلَكَ تَطْلُبُ بذََلِكَ قُوَّةَ نَسْلِهَا، و احْلُبْهَا لِأَضْيافِكَ، فلَعَلَّ عَدُوًّا يُغِيرُ عَلَيْهَا، فيَكُونُ نِتَاجُها لَهُ دُونَكَ، و قالَ الخَلِيلُ: هََذا مَثَلٌ، و تَفْسِيرُه: إِذا نالَتْ يَدُكَ مِنْ قَوْمٍ شَيْئاً بَيْنَكَ و بَيْنَهُم إِحْنَةٌ، فلا تُبْقِ عَلَى شَيْءٍ، إِنَّك لا تَدْرِي ما يَكُونُ في الغَدِ.