نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 378
و قال أَبُو جَعْفَرِ بنُ حَبِيب النَّسّابَةُ: لم تَزَلْ قُضَاعَةُ في الجاهِلِيَّةِ و الإِسْلام تُعْرَفُ بمَعَدٍّ، حَتّى كانَت الفِتْنَةُ بالشّامِ بينَ كَلْبٍ و قَيْسِ عَيْلانَ أَيّامَ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، فمالَ كَلْبٌ يَوْمَئذٍ إِلى اليَمَنِ، و انْتَمَتْ إِلى حِمْيَر اسْتِظْهَاراً مِنْهُم بِهم إِلى قَيْسٍ، و ذَكَرَ ابنُ الأَثِيرِ في الأَنْسَابِ هََذا الاخْتِلافَ، ثم قالَ: و لِهََذَا قالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاّمٍ البَصْرِيُّ النَّسّابَةُ لَمّا سُئلَ: أَ نِزارٌ أَكثرُ أَم اليَمَن؟فقالَ: إِنْ تَمَعْدَدَتْ قُضَاعَةُ فنِزَارٌ أَكثَرُ، و إِنْ تَيَمَّنَتْ فاليَمَنُ. أَو لُقِّبَ به لانْقِضاعِهِ عن قَوْمِهِ مع أُمِّه، و هو انْقِطَاعُه عنهم. و إِخْوَتُه لاِمُّه بنُو مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ، أَو من قَضَعَهُ ، كمَنَعَ: قَهَرَه ، قالَهُ الخَلِيل. و كانُوا أَشَدَّ [1] الكَلْبِيِّين في الحُرُوبِ.
مِنْهُم القاضِي أَبو عَبْدِ اللََّه مُحَمَّدُ بنِ سَلامَةَ بنِ جَعْفَرٍ القُضاعِيُّ ، صاحبُ كِتابِ الشِّهَابِ، و سَمِيُّه أَبو عَبْدِ اللََّه مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ عَبْدِ السَّلامِ القُضاعِيُّ ، صاحبُ «المُخْتَارِ في الخِطَطِ و الآثَارِ» تُوُفّيَ سنة أَرْبَعِمَائةٍ و أَرْبَعَةٍ و خَمْسِين.
و القَضْعُ ، بالفَتْحِ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، و القُضَاعُ ، بالضَّمِ ، عن اللِّحْيَانِيِّ، و كذََلِكَ التَّقْضِيعُ : وَجَعٌ فِي بَطْنِ الإِنْسَانِ.و التَّقْضِيعُ : تَقْطِيعٌ فيه و داءٌ.
و انْقَضَعَ عَنْه: بَعُدَ.و تَقَضَّعَ الشَّيْءُ: تَقَطَّعَ.و انْقَضَعَ ، و تَقَضَّعَ : تَفَرَّقَ ، و قالَ ابنُ فارِسٍ:
الانْقِضَاعُ و التَّقَضُّع ، من باب الإِبْدَالِ، أَي من الانْقِطَاعِ و التَّقَطُّعِ.
قطع [قطع]:
قَطَعَه ، كمَنَعَه، قَطْعاً ، و مَقْطَعاً ، كمَقْعَدٍ، و تِقِطّاعاً ، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الطّاءِ ، و كَذََلِكَ التِّنِبّالُ و التِّنِقّامُ، و التِّمِلاّقُ، هََذِه المَصَادِرُ كُلُّهَا جاءَتْ على تِفِعّالٍ، كَمَا في العُبابِ. و فاتَه قَطِيعَةً و قُطُوعاً ، بالضَّمِّ، و من الأَخِيرِ قَوْلُ الشّاعِرِ:
: أَبَانَهُ من بَعْضِه فَصْلاً، و قالَ الرّاغِبُ: القَطْعُ قد يكونُ مُدْرَكاً بالبَصَرِ، كقَطْعِ اللَّحْمِ و نحوِه، و قد يكونُ مُدْرَكاً بالبَصِيرَةِ، كقَطْعِ السَّبِيلِ، و ذََلك [3] على وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا يُرَادُ به السَّيْرُ و السُّلُوكُ، و الثّانِي يُرَادُ بهِ الغَصْبُ من المارَّةِ و السّالِكِينَ، كقَوْلهِ تَعَالَى: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجََالَ وَ تَقْطَعُونَ اَلسَّبِيلَ[4] سُمِّيَ قَطْعَ الطّرِيقِ، لأَنَّه يُؤَدِّي إلى انْقِطَاعِ النّاسِ عن الطَّرِيقِ [5] ، و سَيَأْتِي.
و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ النَّهْرَ قَطْعاً و قُطُوعاً بالضمِّ: عَبَرَهُ :
كما في الصّحاح، و اقْتَصَرَ علَى الأَخِيرِ من المَصَادِرِ أَو شَقَّهُ و جازَهُ، و الفَرْقُ بين العُبُورِ و الشَّقِّ: أَنَّ الأَوّلَ يَكُونُ بالسَّفِينَةِ و نَحْوِهَا، و أَمّا الثّانِي فبالسَّبْحِ فيه و العَّوْمِ.
و قَطَعَ فُلاناً بالقَطِيعِ ، كأَمِيرٍ-السَّوْطِ أَو القَضِيبِ، كَمَا سَيَأْتِي-: ضَرَبَهُ به ، حَكاهُ الفَارِسيُّ قالَ: كما يُقَالُ:
سُطْتُه بالسَّوْطِ.
و من المَجَازِ: قَطَعَ خَصْمَهُ بالحُجَّةِ ، و في الأَساسِ بالمُحَاجَّةِ [6] : غَلَبَه و بَكَّتَه فَلَمْ يُجِبْ، كَأَقْطَعَهُ و يُقَالُ: أَقْطَعَ الرَّجُلُ أَيْضاً، إِذا بَكَّتُوه، كما سَيَأْتِي.
و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ لِسَانَهُ قَطْعاً : أَسْكَتَه بإِحْسانِه إِلَيْهِ ، و منه 14- الحَدِيثُ : « اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَه» . قالَهُ للسّائِلِ. أَي:
أَرْضُوهُ حَتَّى يَسْكُتَ. و 14,1- قالَ أَيْضاً لِبِلالٍ : « اقْطَعْ لِسَانَه» أَي العَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ، فكَسَاهُ حُلَّتَه، و قِيلَ: أَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً، و أَمَرَ علِيًّا-رَضِيَ اللََّه عَنهُ-في الكَذّابِ الحِرْمَازِيِّ بمِثْلِ ذََلِكَ. و قالَ الخَطّابِيُّ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هََذا مِمّنْ لَهُ حَقٌّ فِي بَيْتِ المالِ، كَابْنِ السَّبِيلِ. و غَيْره، فتَعَرَّضَ لَهُ بالشِّعْرِ، فأَعْطَاهُ بحَقِّهِ، أَو لحاجَتِه لا لشِعْرِهِ.
و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ ماءُ الرَّكِيَّةِ قُطُوعاً ، بالضَّمِّ، و قِطَاعاً ، بالفَتحِ و الكَسْرِ: ذَهَبَ ، و قَلَّ، كانْقَطَعَ ، و أَقْطَعَ ، الأَخِيرُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: و كانوا أَشد الكلبيين عبارة اللسان:
أشداء كلبين و ليحرر» و مثله في التهذيب «قضع» 1/173.
[3] عبارة المفردات: القطع فصل الشيء مدركاً بالبصر كالأجسام أو مدركاً بالبصيرة كالأشياء المعقولة فمن ذلك قطع الأعضاء... و قطع الطريق يقال على وجهين....