responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 317

فصل الطاء

مع العين

طبع [طبع‌]:

الطَّبْعُ ، و الطَّبِيعَةُ ، و الطِّبَاعُ ، ككِتَابٍ‌ : الخَلِيقَةُ و السَّجِيَّةُ التي‌ جُبِلَ عَليْهَا الإِنْسَان‌ ، زاد الجَوْهَرِيُّ: و هو -أَي الطبْعُ -في الأَصْلِ مَصْدَرٌ، و 16- في الحَدِيثِ : «الرِّضاعُ يُغَيِّرُ الطِّبَاعَ » . أَو الطِّباعُ ، ككِتَابٍ: ما رُكِّبَ فِينا من المَطْعَمِ و المَشْرِبِ، و غيرِ ذََلِكَ من الأَخْلاق الَّتِي لا تُزَايِلُنا ، المُرَاد من قَوْلِه: و غيْر ذََلك، كالشِّدَّةِ و الرَّخَاءِ، و البخْلِ و السَّخَاءِ.

و الطِّبَاعُ مؤَنَّثةٌ، كالطِّبِيعَةِ ، كما في المحْكَمِ.

و قالَ أَبو القاسِمِ الزَّجّاجِيُّ: الطِّبَاعُ وَاحِدٌ مذَكَّرٌ، كالنِّحَاسِ و النِّجَارِ.

و قالَ الأَزْهَرِيُّ: و يُجْمَع طَبْعُ الإِنسان طِبَاعاً ، و هو ما طُبِعَ عَليْهِ من الأَخلاق و غيْرِهَا [1] .

و الطِّبَاعُ : وَاحِد طِباعِ الإِنْسَانِ، على فِعَالٍ، نحو مِثَالٍ و مِهَادٍ، و مثلُه في الصّحاحِ و الأَسَاسِ، و غيرِ هََؤُلاءِ من الكُتُبِ، فقولُ شيْخِنا: ظاهِره-بل صَرِيحه، كالصّحاح-أَنَّ الطِّباعَ مفْردٌ، كالطَّبْع و الطِّبِيعَة ، و به قالَ بعضُ مَن لا تَحْقِيقَ عندَه، تَقْلِيداً لمِثْلِ المصَنِّفِ، و المَشْهُور الّذِي عليهِ الجُمْهُور أَنَّ الطِّباعَ جَمْعُ طَبْعٍ . ا هـ-يُتَعَجَّب من غَرابَتِه و مخَالَفَته لِنُقُولِ الأَئِمَّةِ الَّتِي سَرَدْنَاهَا آنِفاً، وليْتَ شِعْرَي مَن المُرَاد بالجُمْهُورِ؟هَلْ هُم إِلاّ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كالجَوْهَرِيّ و ابن سِيدَه و الأَزْهَرِيِّ و الصّاغَانِيِّ، و مِنْ قَبْلِهِمْ أَبو القَاسِم الزَّجّاجِيُّ؟فهََؤُلاءَ كُلُّهُم نَقَلُوا في كُتبِهِم أَنَّ الطِّبَاعَ مُفردٌ، و لا يَمْنَعُ هََذا أَنْ يَكُونَ جَمْعاً للطَّبْعِ من وَجِهْ آخَرَ، كما يَدلُّ له نَصُّ الأَزْهَرِيِّ، و أُرَى شيْخَنَا-رَحِمَه اللََّه تَعَالَى-لم يُرَاجِعْ أُمّهَاتِ اللُّغَةِ في هََذا المَوْضِعِ، سامَحَه اللََّه تَعَالَى، و عَفَا عَنَّا و عنه، و هََذا أَحَدُ المَزالِقِ في شَرْحِه، فتَأَمَّلْ، كالطَّابع ، كصَاحِبِ‌ ، فيما حكاه اللِّحْيَانِيُّ في نَوَادرِه، قال:

له طَابِعٌ حَسَنٌ، أَي طبِيعَةٌ ، و أَنْشَدَ:

لَه طابِعٌ يَجْرِي عليه و إِنَّمَا # تُفَاضِلُ ما بَيْنَ الرِّجَالِ الطَّبائِعُ [2]

و طَبَعَه اللََّه عَلَى الأَمْرِ يَطْبَعه طَبْعاً : فَطَرَه، و طَبَع اللََّه الخَلْقَ على الطبائِعِ الَّتِي خَلَقَهَا، فأَنْشَأَهم-و هي خَلائِقُهُم- يَطبَعُهم طَبْعاً : خَلَقَهم، و هي طَبِيعَتُه الَّتِي طُبِعَ عليها. و 16- في الحَدِيثِ : «كُلُّ الخِلالِ يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلاّ الخِيَانَةَ و الكَذِبَ» . أَي يُخْلَقُ عليها.

و من المَجَازِ: طَبَعَ عليه، كمَنَعِ‌ ، طَبْعاً ؛ خَتَمَ‌ ، يُقال:

طَبَع اللََّه على قَلْب الكافِرِ، أَي خَتَم فلا يَعِي، و لا يُوَفَّقُ لخَيْرٍ، قالَ أَبو إِسْحَاقَ النَّحْوِيُّ: الطَّبْعُ و الخَتْمُ وَاحِدٌ، و هو التَّغْطِيَةُ على الشِّيْ‌ءِ، و الاسْتِيثاقُ من أَنْ يَدْخُلَه شَيْ‌ءٌ، كما قال اللََّه تَعَالَى: أَمْ عَلى‌ََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا [3] و قال عَزَّ و جَلَّ:

كَلاََّ بَلْ رََانَ عَلى‌ََ قُلُوبِهِمْ [4] مَعْنَاه غَطَّى على قُلُوبِهِم.

قال ابنُ الأَثِيرِ: كانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ‌ [5] ، قال مُجاهِدٌ: الرَّيْنُ‌ [5] أَيْسَر من الطَّبْع ، و الطَّبْعُ : أَيْسَر من الإِقْفَالِ، و الإِقْفَالُ: أَشَدُّ من ذََلِك كُلِّه. قلتُ: و الّذِي صَرَّحَ به الرّاغِب أَنَّ الطبْعَ أَعمُّ من الخَتْمِ، كما سَيَأْتِي قَرِيباً.

و الطَّبْعُ : ابْتِدَاءُ صَنْعَةِ الشَّيْ‌ءِ يُقالُ: طَبَعَ الطَّبّاعُ السَّيْفَ‌ أَو السِّنَانَ: صَاغَه، و طَبَعَ السَّكَّاكُ، الدِّرْهَمَ‌ :

سَكَّه، و طَبَعَ الجَرَّةَ من الطِّينِ: عَمِلَهَا. و لو قالَ: و اللَّبِنَ:

عَمِلَه، كان أَخْصَرَ.

و طَبَعَ الدَّلْوَ و كذا الإِناءَ و السِّقَاءَ يَطبَعُهَا طَبْعاً : مَلأَها، كطبَّعَها تَطبِيعاً ، فتَطبَّعَ .

و في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: قَذَّ قَفَا الغُلامِ: ضَرَبَه بأَطْرَافِ الأَصَابعِ، و طَبَع قَفَاه‌ ، إِذا مَكَّنَ اليَدَ منها ضَرْباً. و عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: الطَّبْعُ : المِثَالُ و الصِّيغَةُ، تقولُ:

اضْرِبْهُ على طَبْعِ هََذَا و على غِرَارِه و هِدْيَتِه، أَي على قَدْرِه.

و الطَّبْعُ : الخَتْمُ، و هُوَ التَّأْثِيرُ في الطِّينِ و نَحْوِه‌ ، و قالَ الرّاغِبُ: الطَّبْعُ : أَن يُصَوِّرَ الشَّيْ‌ءَ بصُورَةٍ ما، كطَبْعِ


[1] نص عبارة الأزهري في التهذيب: «و هو ما طبع عليه من طباع الانسان في مأكله و مشربه و سهولة أخلاقه و حزونتها و عسرها و يسرها، و شدته و رخاوته و بخله و سخائه.

[2] التهذيب و نسبه للرؤاسي.

[3] سورة محمد (ص) الآية 24.

[4] سورة المطففين الآية 14.

[5] عن النهاية و بالأصل «الدين» .

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست