نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 314
و الضُّوَعُ ، كصُرَدٍ و عِنَبٍ ، الأَخِيرُ عن أَبِي الهَيْثَمِ: طائرٌ من طَيْرِ اللَّيْلِ كالهامَةِ، قال أَبُو الدُّقَيْشِ: إِذا أَحَسَّ بالصَّبَاحِ صَرَخَ [1] ، أَو الكَرَوانُ، أَو ذَكَرُ البُومِ ، و هََذا قَوْلُ المُفَضَّل، أَو طائِرٌ أَسْوَدُ كالغُرَابِ أَصْغَرُ منه، غيرَ أَنَّه أَحْمَرُ الجَنَاحَيْنِ، نقَلَه أَبو حاتِمٍ في كِتَابِ الطَّيْرِ عن الطّائِفِيِّ، قالَ: و قالَ غَيْرُ الطّائِفِيِّ: هو طائِرٌ من العَصَافِيرِ، و العَصَافِيرُ من الطَّيْرِ: ما صَغُرَ، و كانَ دُونَ الدُّخَّلِ و الحُمَّرِ. قلتُ:
و مثله قولُ ثَعْلَبٍ، و أَنْشَدَ:
مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَهُ # حَتَّى يَدُلَّ على بَيْضَاتِه الضُّوَعُ
قال: لِأَنَّه يَضَعُ بَيْضَهُ في مَوْضِعٍ لا يُدْرَى أَيْنَ هو، ثمّ قالَ أَبو حاتِمٍ: و الضُّوَعَةُ صغيرةٌ، و لَوْنُهَا إِلى الصُّفْرَة، قَصِيرَةُ العُنُقِ، و إِنَّمَا سُمِّيَت مِنْ قِبلِ صُوَيْتٍ لها، تُصَوِّتُ في وَجْهِ الصُّبْح. قال: و قال الخشي الضُّوَعُ : طائرٌ أَبْعَثُ مثلُ الدَّجَاجَةِ، و هو طيِّبُ اللَّحْمِ ، قال الأَعْشَى يَصِفُ فَلاةً:
لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيها ما يُؤَنِّسُه # بالليْلِ إِلاَّ نَئِيمَ البُومِ و الضِّوَعا
هََكذا رواه أَبو الهيْثَمِ بكسرِ الضّادِ، قال و نَصَبَ الضِّوَعَ بنِيَّةِ النَّئِيم، كأَنَّه قال: إِلاّ نَئِيمَ البُومِ و صِياحَ الضِّوَعِ ، و رواهُ أَبُو حاتِمٍ عن الخشي بالضّمِّ، و بِهِمَا رُوِيَ قولُ سُوَيْدِ بنِ أَبِي كَاهِلٍ، أَنْشَدَه الأَصْمَعِيُّ:
ج: أَضْوَاعٌ ، كعِنَبٍ و أَعْنَابٍ، و ضِيعانٌ ، كصُرَدٍ و صِرْدانٍ، الأَخِيرُ من كتابِ الطَّيْرِ. و مِنْ سَجَعاتِ الأَسَاس:
لن يُخَاطِرَ البَازِلَ الرُّبَع، و لن يُطايِرَ البَازِيَ الضُّوَع .
و الضُّوَاعُ ، كغُرَابٍ: صَوْتُه.و الضَّوَّاعُ ، كشَدَّادٍ: الثَّعْلَبُ ، عن ابنِ عَبّادٍ.
و قال ابنُ عَبّادٍ: الضَّوَائعُ: الضَّوامِرُ مِنَ الإِبِل و غيْرِها، قال الصّاغَانِيُّ: و كأَنَّهَا مِن ضاعَهَا السَّفَرُ ضَوْعاً ، أَي هَزَلَها، قُلْتُ: و لم يَذْكُر لها وَاحِداً، و القِيَاسُ الضّائِعَةُ . و انْضَاعَ الفَرْخُ، أَو الصَّبِيُّ: تَضَوَّرَ، أَو بَسَطَ جَنَاحَيْه إِلَى أُمِّه لِتَزُقَّه ، و فيه لَفٌّ و نَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، كتَضَوَّعَ ، فيهما ، كما في التَّهْذِيبِ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ:
و 16- في حَدِيثِ سَعْد : «إِنِّي أَخَافُ عَلَى الأَعْنَابِ الضَّيْعَةَ » .
أَي أَنَّهَا تَضِيعُ و تَتْلَفُ.
و ضاعَ الشَّيْءُ ضَيْعَةً و ضَيَاعاً : صارَ مُهْمَلاً ، و منه ضَاعَتِ الإِبِلُ، و ضَاعَ العِيَالُ، إِذا خَلَوْا من الرِّعايَة و التَّعَهُّدِ، و أَهْمِلُوا.
و الضَّيَاعُ أَيْضاً أَي بالفَتْحِ: العِيَالُ نَفسُه، و منه 16- الحَدِيثُ :
«فَمَنْ تَرَكَ ضَيَاعاً فإِلَيَّ» . أَي عِيَالاً، قاله النَّضْرُ، و حَكَاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، و قال ابنُ الأَثِيرِ: و أَصْلُه مَصْدَرُ ضَاعَ ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، كما تَقُولُ: مَنْ ماتَ وَ تَرَكَ فَقْراً،