و أَشْرَعَ بَاباً إِلى الطَّرِيقِ: فَتَحَه ، كما في الصّحاحِ، و قال غيرُه: أَفْضَى به إِلَى الطَّرِيقِ.
و أَشْرَعَ الطَّرِيقَ: بَيَّنَهُ و أَوْضَحَه، كَشَرَّعَهُ تَشْرِيعاً ، أَي جَعَلَه شَارِعاً .
و التَّشْرِيعُ : إِيرادُ الإِبِلِ شَرِيعَةً لا يُحْتَاجُ مَعَهَا ، أَي مع ظُهُورِ مَائِهَا إِلَى نَزْعٍ بالعَلَقِ، و لا سَقْيٍ في الحَوْضِ ، و في المَثَل: «أَهْوَنُ السَّقْي التَّشْرِيعُ » و ذََلِكَ لأَنَّ مُورِدَ الإِبِلِ إِذا وَرَدَ بها الشَّرِيعَةَ لم يَتْعَب في إِسقاءِ الماءِ لَها، كما يَتْعَبُ إِذا كانَ الماءُ بَعِيداً، 1- و في حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللََّه عنه أَنَّ رَجُلاً سافَرَ في صَحْبٍ له، فلَمْ يَرْجِعْ برُجُوعِهِم إِلى أَهالِيهِم فاتُّهِمَ أَصْحَابُه، فرُفِعُوا إِلى شُرَيْحٍ، فسأَلَ أَوْلِيَاءَ المَقْتُولِ ، و في نُسْخَةٍ: القَتِيل البَيِّنَةَ، فلمّا عَجَزُوا عن إِقامَتِها أَلْزَمَ القَوْمَ الأَيْمَانَ، فأَخْبَرُوا عَلِيًّا رضِيَ اللََّه تَعَالَى عنه بحُكْم شُرَيْحٍ، فقال متَمَثِّلاً:
أَوْرَدَهَا سَعْدٌ و سَعْدٌ مُشْتَمِلْ # يا سَعْدُ لا تُرْوَى بِهََذَاكَ الإِبِلْ [1]
و يُرْوَى:
ما هََكَذا تُورَدُ يا سَعْدُ الإِبِلْ
ثم قالَ: «إِنَّ أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْرِيعُ ، ثُمَّ فَرَّقَ عَليٌّ بَيْنَهُم، و سَأَلَهم وَاحداً وَاحِداً فَأَقَرُّوا بقَتْلِه، فَقَتَلَهُم به. أَي.
ما فَعَلَهُ شُرَيْحٌ كان يَسِيراً هَيِّناً، و كان نَوْلُه أَنْ يَحْتاطَ و يَمْتَحِنَ و يَسْتَبْرِىءَ الحالَ بأَيْسَرِ ما يُحْتاطُ بِمثْلِه في الدِّماءِ ، كما أَنَّ أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبِلِ تَشْرِيعُها الماءَ، فأَتَى الأَهْوَنَ و تَرَكَ الأَحْوَطَ، كما أَنَّ أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْرِيعُ .
و أَشْرَعَ يَدَه إِلى [1] المِطْهَرةِ: أَدْخَلَها فِيها.
و أَشْرَعَ نَاقَتَه: أَدْخَلَها في شَرِيعَةِ الماءِ، و 16- في حَدِيثِ الوُضُوءِ : «حَتَّى أَشْرَعَ في العَضُدِ» . أَي أَدْخَلَ الماءَ إِليه.
و شَرَّعَتِ الدّابَّةُ: صارَتْ عَلَى شَريعَةِ الماءِ، قال الشَّمَّاخُ:
فَلَمَّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَلِيلاً # فأَعْجَلَهَا و قدْ شَرِبَتْ غِمارَا
و شَرَعَ فُلانٌ في كَذا و كَذَا، إِذا أَخَذَ فيهِ، و منه مَشارِعُ الماءِ، و هي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الوَارِدَةُ.
و يُقَال: فُلانٌ يَشْتَرِعُ شِرْعَتَه ، كما يُقال: يَفْتَطِرُ فِطْرَتَه، و يَمْتلُّ مِلَّتَه، كلُّ ذََلِكَ من شِرْعَةِ الدِّينِ، و فِطْرَتهِ، و مِلَّتِه.
وَ شَرَعَ الأَمْرُ: ظَهَر.
و شَرَعَهُ : أَظْهَرَه.
و شَرَعَ فُلانٌ، إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ، و قَمَعَ الباطِلَ، و قالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَى شَرَعَ : أَوْضَحَ و بَيَّنَ، مَأْخُوذٌ من: شُرِعَ الإِهَابُ.
و الشِّرْعَةُ ، بالكَسْرِ: العَادَةُ.
و الشّارِعُ : الطَّرِيقُ [2] الّذِي يَشْرَعُ فيه النّاسُ عَامَّةً، و هو علَى هََذا المَعْنَى ذُو شَرْعٍ من الخَلْقِ يَشْرَعُون فيه.