نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 9
و نتيجة الفتح الإسلامي و تدفق الأعاجم إلى بلاد العرب و ازدياد الاختلاط بهم زاد فساد اللغة، و خاصة لغة المدن، مما اضطر المعنيون باللغة [1] إلى أن يضربوا إلى البادية لتلقي الفصحى من أبنائها الأصلاء. فجمعوا من خلال تحرّيهم و استقصائهم و تمحيصهم ثروة لغوية ضخمة توزّعت على مختلف عناصر اللغة، و عالجت كل أمورها من إحصاء للمفردات، إلى ترتيب القواعد، إلى ضبط النطق، إلى المعرّب و الدخيل و من هنا كان المعجم أعظم خطوة في التأليف اللغوي.
تعريف المعجم:
كتاب يضم أكبر عدد من مفردات اللغة مقرونة بشرحها و تفسير معانيها، على أن تكون المواد مرتبة ترتيبا خاصا، إما على حروف الهجاء أو الموضوع، و المعجم الكامل هو الذي يضم كل كلمة في اللغة مصحوبة بشرح معناها و اشتقاقها و طريقة نطقها و شواهد تبين مواضع استعمالها [2] .
تسميته:
ورد في اللسان في مادة عجم: العجم و العجم خلاف العرب و العرب، و العجم جمع الأعجم الذي لا يفصح و لا يبين كلامه، و إن كان عربي النسب و الأنثى عجماء... و أعجمت الكتاب: ذهبت به إلى العجمة... و أعجمت: أبهمت. و يقول ابن جنيّ [3] : اعلم أن عجم إنما وقعت في كلام العرب للإبهام و الإخفاء و ضد البيان و الإفصاح.
يقول الدكتور إميل يعقوب [4] . و يظهر أن وزن «أفعل»يأتي في غالب أمره للإثبات و الإيجاب... أي أن همزة «أفعل»قد تقلب معنى «فعل»أحيانا إلى ضده نحو: أشكلت الكتاب أي أزلت إشكاله، و أشكيت زيد أي أزلت شكواه... و إعجام الكتاب يعني إزالة استعجامه. و الإعجام هو تنقيط الحروف للتمييز بين المتشابهة منها في الشكل (ب ت ج ح خ الخ) و من هذه الدلالة جاءت تسمية الحروف الهجائية بحروف المعجم نظرا لكون النقط الموجود في كثير منها يزيل التباس معاني الكلمات بعضها ببعض و غموضها بالمعجم.
و في مقدمة الصحاح [5] : و لا نعلم بالدقة متى أطلق المعجم على هذا الاستعمال،