نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 293
بَابُ البَاء
و هي من الحروف المَجْهُورَةِ، و من الحروف الشَّفَوِيَّةِ، و سُمِّيَتْ بها لأَن مَخْرجَهَا من بين الشفتين، لا تعمل الشفتانِ في شيء من الحروف إِلا فيها، و في الفاء و الميم، و قال الخليل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ و الشفوية: سِتَّةٌ [1] :
يَجْمَعُهَا قولك: «رُب مَنْ لَفَّ»و لسُهُولَتِهَا في المَنْطِق كَثُرَت في أَبْنِيَة الكَلاَم، فليس شيء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى منها، أَو من بعضها، فإِذا ورد عليك خُمَاسِيٌّ مُعْرًى من الحروف الذُّلْقِ و الشفويّة فاعلم أَنه مُوَلَّدٌ، و ليس من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، و قال شيخنا: إِنها تقلب مِيماً في لغة مَازِنٍ، كما قاله أَهل العربية.
فصل الهمزة
مع الباء
أبب [أبب]
الأبُّ : الكَلأُ، و هو العُشْبُ رَطْبُه و يَابسُه، و قد مَرَّ أَو المَرُعَىكما قاله ابن اليَزِيدِيِّ، و نقله الهَرَوِيُّ في غَرِيبه، و عليه اقْتَصَرَ البَيْضَاوِيُّ و الزمخشريُّ، و قال الزَّجَّاجُ: الأَبُّ :
جميعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلِفُهُ المَاشِيَةُ، و في التنزيل العزيزِ وَ فََاكِهَةً وَ أَبًّا[2] قال أَبو حَنِيفَةَ: سَمَّى اللّهُ تعالى المَرْعَى كُلَّه أَبًّا ، قال الفَرَّاءُ: الأَبُّ ما تأْكُلُه الأَنْعَامُ، و قال مُجَاهِدٌ:
الفَاكِهَة: ما أَكلَهُ الناسُ، و الأَبُّ : ما أَكَلَتِ الأَنْعَامُ، فالأَبُّ مِن المَرْعَى للدوابِّ كالفاكهة للإِنْسَانِ، قال الشاعر:
جَذْمُنَا قَيْسٌ و نَجْدٌ دَارُنَا # و لَنَا الأَبُّ بِهِ و المَكْرَعُ
أَوكُلُ مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُأي ما أَخرجته من النبات، قاله ثعلب، و قال عطاء: كل شيءٍ ينبتُ على وجهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ و الخَضِرُ[3] من النبات، و قيل التِّبْنُ، قاله الجَلاَلُ، أَي لأَنه تأْكله البهائم، هكذا في النسخ، و الخَضِرُ كَكَتِف، و عليه شرح شيخنا، و هو غَلَطٌ، و الصواب: الخَصِرُ، بالصاد المُهْمَلَةِ الساكنة، كما قَيَّدهُ الصاغانيّ، و نسبه لهُذَيْلِ، 17- و في حديث أَنس ، أَن عُمَرَ بنَ الخطابِ، رضي اللّه عنهما، قرأَ قوله عز و جل وَ فََاكِهَةً وَ أَبًّا و قال: فما الأَبُّ : ثمَّ قال: ما كُلِّفْنَا أَو مَا أُمِرْنَا بهذا. و الأَبُّ : المَرْعَى المُتَهَيِّئُ للرَّعْي و القَطْعِ، و منه 17- حديث قُسِّ بنِ ساعدةَ «فَجَعَلَ يَرْتَعُ أَبًّا و أَصيدُ ضَبًّا». و في الأَساس: و تقول: فُلاَنٌ رَاعَ لَهُ الحَبُّ وَ طَاعَ لَهُ الأَبُّ . أَي زَكَا زَرْعُه و اتَّسَع مَرْعَاهُ.
و الأَبُّ ، بالتشديد: لُغَةٌ في الأَبِ، بالتخفيف بمعنى الوَالِد، نقله شيخنا عن ابن مالك في التسهيل. و حكاه الأَزهريّ في التهذيب و غيرهما، و قالوا: اسْتَأْبَبْتُ فلاناً، ببائَيْنِ، أَيِ اتَّخَذْتُه أَباً . نَبَّه على ذلك شيخُنا مُسْتَدْرِكاً على المُصَنِّفِ.
قُلْتُ: إِنَّمَا لم يذكرْه لنُدْرَتِهِ و مخالفتِه للقياس، قال ابنُ الأَعرابيّ: اسْتَئِبَّ أَباً : اتَّخِذْهُ، نَادِرٌ، و إِنما قِيَاسُه اسْتَأْبِ.
و أَبُّ : د باليَمنِقال أَبُو سَعْدٍ: بُلَيْدَةٌ باليَمَنِ يُنْسب إِليها أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللّه بنُ الحَسَن بنِ الفَيَّاضِ الهاشِمِيُّ، و قال أَبو طاهر السِّلفيّ: هي بكسر الهمزة، قال: سمعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ العَزِيز بنَ موسى بنِ مُحَسّن القَلْعِيَّ يقول: