responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 257

إِن في رُوَاته حسيناً [1] الجُعْفيّ و ليس من شرطهما، و لذا ضَعَّفه جماعَةٌ من القُرَّاءِ و المُحَدِّثين، و له طَرِيق آخرُ مُنقطِع، رواه أَبو عُبَيد: حَدَّثنا مُحمدُ بن سَعْدٍ عن حَمْزَة الزَّياتِ عن حُمْران بن أَعْيَنَ أَن رجلاً فذكره، و به استدَلَّ الزركشيُّ أَن المختارَ في النَّبِيّ تَرْكُ الهمزِ مُطلقاً، و الذي صرَّح به الجوهريُّ و الصاغاني، بأَن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إِنما أَنكره لأَنه أَراد يا مَنْ خَرَج من مكة إِلى المدينة، لا لكونه لم يكن من لُغته، كما توهَّموا، و يؤيده قوله تعالى: لاََ تَقُولُوا رََاعِنََا [2] فإِنهم إِنما نُهُوا عن ذلك لأَن اليهودَ كانوا يَقْصِدون استعمالَه مِن الرُّعونة، لا من الرِّعاية، قاله شيخُنا، و قال سيبويه: الهمزُ في النبيِّ لغةٌ رديئة، يعني لِقِلّة استعمالها، لا لأَنّ القِياس يمنع من ذلك، أَلاَ تَرَى إِلى 14- قول سيِّدنا رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد قيل له يا نَبِي‌ءَ اللّهَ‌ فقالَ‌له: «إِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لا نَنْبِرُ، و يروى: لا تَنْبزْ

____________

6 *

باسمي‌. كذا في النُّسخ الموجودة، من النَّبَزِ و هو اللَّقَب، أَي لا تَجْعَل لاسمي لَقَباً تَقْصِدُ به غيرَ الظاهر. و الصواب: لا تَنْبِرْ، بالراءِ أَي لا تَهْمِزْ، كما سيأْتي‌ 14- فإِنّما أَنَا نبيُّ اللّهِ. أَي بغير همزٍ 14- و في رواية فقال: «لَسْتُ بِنَبِي‌ءِ اللّه و لكن نبِيُّ اللّه. و ذلك أَنه عليه الصلاة و السلام أَنكر الهمز في اسمه، فرَدَّه على قائله، لأَنه لم يَدْرِ بما سمَّاه، فأَشفق أَن يُمْسكَ على ذلك، و فيه شي‌ء يتعلَّق بالشرْع، فيكون بالإِمساك عنه مُبِيحَ مَحْظورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. كذا في اللسان، قال أَبو عليّ الفارسيّ: و ينبغي أَن تكون روايةُ إِنكارِه غيرَ صحيحةِ عنه عليه السلام، لأَن بعض شُعرائه و هو العبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ قال: «يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ » [3] و لم يَرِدْ عنه إِنكارُه لذلك، فتأَمَّل.

و النَّبِي‌ءُ على‌فَعِيل: الطريقُ الواضِحُ‌يُهمز و لا يُهمز، و قد ذكره المصنف أَيضاً في المعتلّ، كما سيأْتي، قال شيخنا: قيل: و منه أُخذ الرَّسُول، لأَنه الطريقُ المُوَضِّحُ المُوَصِّلُ إِلى اللّه تعالى، كما قالوا في: اِهْدِنَا اَلصِّرََاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ [4] هو محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، كما في الشِّفَا و شُرُوحه. قلت: و هو مفهومُ كلامِ الكِسائيّ»فإِنه قال: النَّبِي‌ءُ : الطريقُ، و الأَنْبِياءُ : طُرُق الهُدى. و النبي‌ءُ : المكانُ المرتفِعُ‌الناشِزُ المُحْدَوْدِبُ‌يُهمَزُ و لا يُهْمَز كالنَّابئ‌و ذكره ابنُ الأَثير في المُعتلّ، و في لسان العرب نَبَأَ نَبْأً و نُبُوءاً إِذا ارتفع‌ و منه‌ما 16- وَردَ في بعض الأَخبار و هي من الأَحاديث التي لا طُرُقَ لها لا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِي‌ءِ .

بالهمز، أَي المكانِ المُرْتَفع المُحْدَوْدِب، و مما يُحَاجَى به:

صَلُّوا على النَّبِي ، و لا تُصَلُّوا على النَّبِي‌ء ، و غلط المُلاَّ عليّ في ناموسه، إِذ وَهَّم المَجْدَ في ذِكْرِه في المهموز، اغترَاراً بابنِ الأَثير، و ظَنًّا أَنه من النَّبْوة بمعنى الارتفاع، و قد نبَّه على ذلك شيخُنا في شرحه‌ و النَّبْأَةُ : النَّشْزُ في الأَرض، و: الصَّوْتُ الخَفِيُ‌أَو الخَفِيف، قال ذو الرُّمَّة:

و قدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ # بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ مَا فِي سَمْعِهِ كَذِبُ‌

الرِّكْزُ: الصَّوْتُ، و المُقْفِرُ: أَخو القَفْرَةِ، يريد الصائد.

و النَّدُسُ: الفَطِنُ و في التهذيب: النَّبْأَةُ : الصوت ليس بالشديد، قال الشاعر:

آنَسَتْ نَبَأَةً وَ أَفْزَعَهَا الْقَنَّ # ـاصُ قَصْراً وَ قَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ

أَرادَ صَاحِبَ نَبْأَةٍ أَو النَّبْأَة صَوْتُ الكِلابِ‌قال الحَرِيرِيّ في مقاماته: فسمِعنا نَبْأَة مُسْتَنْبِح، ثم تَلَتْهَا صَكَّةُ مُسْتَفْتِح، و قيل: هي الجَرْسُ أَيًّا كان، و قد نَبَأَ الكلب‌ كمَنَعَ‌ نَبْأً .

و نُبَيْئَةُ بالضم‌ كجُهَيْنَةَ بنُ الأَسْوَدِ العُذْرِيّ‌و ضبطه الحافظ هكذا، و قال: هو زَوْج بُثَيْنَة العُذْرِيَّة صاحِبةِ جَمِيلِ بن مَعْمَرٍ، و ابنُه سَعِيدُ بنُ نُبَيْئَةَ ، جاءَت عنه حِكاياتٌ، و تَصغير النَّبِي‌ءِ نُبَيِّئ مِثال نُبَيِّع‌ ويقولون في التصغير كانت‌ نُبَيِّئَةُ مُسَيْلِمَةَمِثال نُبَيْعَة، نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ تصغيرُ النُّبُوءَةِ و كان نُبَيِّئَ سَوْءٍبالفتح، و هو تَصْغِير نَبِى‌ءٍ بالهمز، قال ابن بَرِّيّ: الذي ذكره سيبويهِ: كان مُسَيْلِمَة نُبُوَّتُه [5] نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ، فذكر الأَوَّل غيرَ مُصَغَّرٍ و لا مهموز، لِيُبَيِّن أَنهم قد همزوه في التصغير و إِن لم يكن مهموزاً في التكبير، قال


[1] بالأصل: «حسين»تحريف.

[2] سورة البقرة الآية 104.

[6] (*) في القاموس: حاشية: قوله: لا تنبز باسمي هو بالراء المهملة بمعنى لا تهمز باسمي و أورد الحديث في لسان العرب في مادة ن ب ر بالمهملة فما وقع في الطبعات السابقة بالزاي تصحيف فاحذره -اهـ-

[3] إشارة إلى قوله:

يا خاتم النبآء إنك مرسل # بالخير كل هدى السبيل هداكا

إن الإله ثنى عليك محبة # في خلقه و محمداً سماكا.

[4] سورة الفاتحة الآية 6.

[5] اللسان: كانت نبوة مسيلمة نُبيئة سوء.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست