نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 249
قالوا: مراةٌ [1] ثم خُفِّف على هذا اللفظِ، و أَلحقوا أَلِفَ الوَصْل في المُؤَنَّث أَيضاً فقالوا: امْرَأَة ، فإِذا عَرَّفُوها قالوا المَرْأَة وقَدْ حكى أَبُو عَلِيٍ الامْرَأَة أَيضاً بدخول ال على امرأَةٍ المَقْرونِ بهمزة الوصل من أَوَّله أَنكرها أَكثرُ شُرَّاح الفَصيح، و من أَثبتها حَكم بأَنها ضَعِيفةٌ، و زاد ابنُ عُدَيس:
و امْرَاة ، بأَلف غير مهموزة بعد الراء، نقله اللَّبْلِيُّ و غيرُه، قاله شيخُنا، و قال الليث: امْرَأَةٌ تأْنِيث امْرِئٍ ، و قال ابنُ الأَنباري: الأَلف في امرأَةٍ و امْرِئٍ أَلِفُ وَصْلٍ. قال:
و للعرب في المرأَةِ ثَلاثُ لُغَاتٍ، يقال: هي امْرَأَتُه ، و هي مَرْأَتُه ، و هي مَرَتُه ، و حكى ابنُ الأَعرابيّ: أَنه يقال للمرأَة إِنَّها لاَمْرُؤُ [2] صِدْق، كالرجل، قال: و هذا نادِر، 1,15- و في حديث عَلِيّ رضي اللّه عنه لمّا تَزَوَّج فاطمةَ عليها السلامُ، قال له يَهودِيٌّ أَراد أَن يَبتاع منه ثِياباً: لقد تَزَوَّجْتَ امْرَأَةً .
يريد امرأَةً كامِلَةً، كما يُقال: فُلانٌ رَجُلٌ، أَي كامِلٌ في الرّجال.
و في امْرِئٍ مع أَلِف الوَصْلِ ثَلاثُ لُغات: فَتْحُ الراء دائماًعلى كلّ حال، كإِصْبَعٍ و دِرْهَمٍ رَفْعاً و نَصْباً و جَرًّا، حكاها الفراءُ و ضَمُّها دائِماًعلى كلّ حال، و إِعرابُها دائماً على كلِّ حال، أَي إِتباعها حَركة الإِعرابِ في الحَرْف الأَخير، قاله شيخنا و تقول: هذا امْرُؤٌ و مَرْءٌ بالإِتباع فيهما، الأَولى بالأَلف، و الثانية بحذف هَمْزِه و رأَيْتُ امْرَأً و مَرْأً ، و مررت بامْرِئٍ و بِمَرْءٍ ، مُعْرَباً مِنْ مَكَانَيْنِأَي العين و اللام بالنسبة إِلى امْرُإِ الذي أَوَّله همزة وصل، أَو الفاء و اللام بالنسبة إِلى مَرْء المُجرّد منها، قال الكسائيّ و الفرَّاءُ: امرُؤٌ مُعْرَب من الرَّاءَ و الهمزة، و إِنما أُعْربتْ [3] مِن مكانينِ، و الإِعرابُ الواحدُ يَكفي من الإِعرابَيْنِ لأَن آخِره هَمْزةٌ، و الهمزة قد تُتْرَك في كثيرٍ من الكلام. فكَرِهوا أَن يَفْتحوا الراءَ وَ يَتْركوا الهمزة فيَقولوا [4] امْرَوْ، فتكون الرّاءُ مفتوحةً و الواوُ ساكنةً، فلا تكون في الكلمة علامةٌ للرفع، فعَرَّبوه مِن الراء، ليكونوا إِذا تَرَكوا الهَمْزَ آمِنينَ مِن سُقوطالإِعراب. قال الفَرَّاء: و من العرب مَن يُعْرِبه من الهمزِ وحْدَه و يَدَعُ الرَّاءَ مَفتوحةً فيقول: قامَ امْرَأٌ وَ ضَرَبْتُ امْرَأً وَ مررت بِامْرَإٍ . و قال أَبو بكر: فإِذا أَسقَطت العربُ من امرئ الأَلِفَ فَلَها في تَعرِيبه مَذهبانِ: أَحدُهما التعريبُ مِن مكانين، و الآخرُ التعريبُ مِن مكانٍ واحِدٍ، فإِذا عَرَّبُوه مِن مكانين قالوا: قام مُرْؤٌ ، وَ رأَيْتُ مَرْأً وَ مَررت بِمِرْءٍ ، قال [5] :
و ترك القُزازُ تعريبِه [5] مِن مكانٍ واحدٍ، قال اللّه تعالى يَحُولُ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ[6] على فَتح الميم.
و مَرَأَ الإِنسانُ و في بعض النسخ زيادة كمَنَع: طَعِمَيقال:
مالَك لا تَمْرَأُ ؟أَي مالَكَ لا تَطْعَم، و قد مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ، و المَرْءُ : الإِطعامُ على بِنَاءِ دَارٍ أَو تَزْوِيجٍ.
وَ مَرَأَ : اسْتَمْرَأَ . في قولِ ابنِ الأَعرابيّ و مَرَأَ : جَامَعَ امرأَته ، و تقول مَرَأْتُ المَرْأَةَ : نَكَحْتُها.
و مَرِئَ الطعامَ كَفَرِحَ استمرأَه ، عن أَبي زيد.
و مَرِئَ الرجلُ-و رَجِلَتِ المرأَةُ - صار كَالْمَرْأَة ، هَيْئَةً و حديثاًأَي كلاماً و بالعكس، و في بعض النسخ: أَو حديثاً، و هو المُخَنَّث خِلْقَةً أَو تَصَنُّعاً، و النِّسْبة إِلى امْرِئٍ مَرَائِيٌّ بِفَتح الراء، و منه المَرَائِيُّ الشاعر [7] ، و أَما الذين قالوا مَرَئِيّ فكَأَنهم أَضافوا إِلى مَرْءٍ ، فكان قِياسُه على ذلك مَرْئِيّ ، و لكنه نادِرٌ مَعدولُ النَّسَبِ، قال ذو الرُّمَّة:
إِذَا المَرَئِيُّ شَبَّ له بَنَاتٌ # عَقَدْنَ بِرَأْسِه إِبَةً و عَارَا
و قد أَغفله المُؤَلف، و تعرَّض شيخُنا لنِسبة امْرِئ ، و غَفَل عن نِسبة مَرْءٍ تقصيراً، و قد أَوْضَحنا لك النّسبتين.
و مَرْآةُ و هو فَعْلاَة مِن مَرَأَ : اسْمٌلِقَرْيَةِ مَأْرِبكانت ببلاد الأَزْد، و هي التي أَخرجهم منها سَيْلُ العَرِم.
و مَرْأَة كَحَمْزَةَ: ةأُخرى، و قد قيل إِنه منها هِشَامٌ المَرَئِيُّ و فيها يقولُ ذو الرُّمة:
[1] في الكلام سقط، نستدركه عن اللسان كما يقتضيه السياق: «و ذلك قليل، و نظيره كماة». قال الفارسي: و ليس بمطرد كأنهم توهموا حركة الهمزة على الراء، فبقي مرأةً.