نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 239
فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لاَ يُكَلِّئ
و يقال: كَلَّأتُ في أَمرِك تَكْلِيئاً ، أَي تأَمَّلْتُ و نَظَرتُ فيه و كَلأَ فيهأَي فُلانٍ: نَظَرَإِليه مُتَأَمِّلاًفأَعْجَبَه حُسْنُه، قال أَبو وَجْزة:
أَراد بِذي أَلْفَيْنِ مَنْ له أَلْفانِ مِن المال، و سَبَقَ الإِيماءُ إِلى أَنه من المجاز نقلاً عن الأَساس.
كمأ [كمأ]:
الكَمْءُ : نَبَات مينفض [1] الأَرضَ فيَخْرجُ كما يَخرُج الفُطْرُ، و قيل: هو شَحْمُ الأَرْضِ، و العرب تُسمّيه:
جُدَرِيّ الأَرضِ، و قال الطيبي: شيءُ أَبْيَضُ مِن شَحْمٍ يَنْبُتُ من الأَرض، يقال له شَحْمُ الأَرضِ ج أَكْمُؤٌ كفَلْسٍ و أَفْلُسٍ وَ كَمْأَةٌ كَتَمْرَةٍ و قال ابنُ سيده: هذا قولُ أَهلِ اللغةِ و قال أَبو عمرو: لا نَظِيرَ له غيرُ رَاجلٍ و رَجْلَة، و سيأْتي في ر ج ل، أَو هي اسمٌ للجَمْعليست بجمع كَمْءٍ ، لأَن فَعْلَة ليس مِمّا يُكَسَّر عليه، فَعْلٌ قاله سِيبويهِ، فلا يُلْتَفت إِلى ما قاله شيخُنا: كلامٌ لا مَعْنَى له، و حكى ثعلب: كَمَاةٌ كَقَنَاةٍ، قال شيخُنا: و فيه تَسَمُّحٌ أَو هيأَي الكَمْأَةُ للواحِدِ، و الكمْءُ للجَمْعقاله أَبو خَيْرَة، و نقله عنه صاحبُ التَّمْهِيد، و قال مُنْتَجِعٌ: كَمْءٌ للواحِدِ و كَمْأَةٌ للجمع، فمَرَّ رُؤْبةُ فسأَلاه فقال:
كَمْءٌ للواحد و كَمْأَةٌ للجميع، كما قال مُنتَجِعٌ. و مثله مَنقولٌ عن أَبي الهَيْثَمِ [2] قال الجوهريُّ: على غيرِ قِياسٍ، و هوَ من النوادِر، فإِن القياسَ العَكْسُ أَوْ هِي تَكونُ واحِدَةً وَ جمْعاً حُكِي ذلك عن أَبي زيدٍ، و قال أَبو حنيفة: كَمْأَةٌ واحدةٌ، و كَمْأَتَانِ و كَمْآتٌ . و في المشوف و اللسان: الصَّحيحُ من ذلك كلِّه ما ذَكره سِيبويهِ، و حكى شَمِرٌ عن ابنِ الأَعرابيّ:
يُجْمَع كَمْءٌ أَكْمُؤاً ، و جمعُ الجَمْعِ كَمْأَةٌ . و في الصحاح:
تقول: هذا كَمْءٌ ، و هذان كَمْآنِ و هؤُلاءِ أَكْمُؤٌ ثلاثةٌ، فإِذا كَثُرَتْ فهي الكَمْأَةُ ، و قيل: الكَمْأَةُ : هي التي إِلى الغُبْرَة و السَّوَادِ، و الجَبْأَةُ إِلى الحُمْرَةِ. 16- و في الحديث : الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، و مَاؤُهَا شِفَاءٌ للعين». قيل إِنه مِن المَنِّ حَقِيقَةً، و قيل: مِمَّا مَنَّ اللّه على عِبادِه بإِنعامه. و قال النَّوَوي في شرح مُسْلِم: شُبِّهَتْ بِه في حُصولِه بلا كُلْفَةٍ و لا عِلاجٍ و لا زَرْعِ بَذْرٍ. قال الكِرمانِي: و ماؤُها يُربى به الكُحْل و التَّوتِيَا، نقله شيخنا.
و المَكْمَأَةُ بفتح الميم و المَكْمُؤَةُ ، بضمها: مَوْضِعُهأَي الكَمْءِ و أَكْمَأَ المَكَانُإِذا كَثُرَ بهِو أَكمأَتِ الأَرضُ فهي مُكْمِئَة كمُحْسِنة: كَثُرْت كَمْأَتُها . و أَرض مَكْمُوءَةٌ : كَثِيرَةُ الكَمْأَة .
و أَكمأَ القَوْمَ: أَطْعَمَهُم إِيَّاهُأَي الكَمْءَ كَكَمَأَهُمْ كَمْأً ثُلاثِيًّا، و الأَوّل عن أَبي حنيفة.
و الكَمَّاءُ ، كَكَتَّانِ: بَيَّاعُهُ و جَانِيهِ لِلبَيْعِأَيضا، أَنشدأَبو حنيفة:
و حُكِيَ عن شَمرِ: سَمِعْتُ أَعرابيًّا يقول: بنو فُلانٍ يَقْتُلونَ الكَمَّاءَ و الضَّعِيفَ.
وَ كَمِئَ الرجلُ كَفَرِحَ يَكْمَأُ كَمَأً ، مهموزٌ حَفِيَبحاء مهملةٍ من الحَفَاء و عَلَيْهِ نَعْلٌكذا في النُّسخ، و عبارة الجوهريّ: و لم تكن عليه نَعْلٌ، و مثله في اللسان [3] ، فما أَدري من أَين أخذه المصنّف، و قيل: الكَمَأُ في الرَّجُلِ كالقَسَطِ [4] و رجلٌ كَمِئٌ قال:
وقيل كَمِئَتْ رِجْلُهبالكَسْرِ: تَشَقَّقَتْ، عن ثعلب، و الظاهر أَن ذِكْر الرِّجْلِ مِثالٌ، فقد قال الزمخشري في الأَساس: و من المجاز: كَمِئَتْ يدُه و رِجْله من البَرْد [5] انتهى أَي تشقَّقَتْ. و كَمَأَتْ بالفتح، كذا في نُسْخة الأَساس، و لعله غَلَطٌ من الكاتب، و الصحيحُ كَفَرِحَتْ، كما تقدَّم و العجَبُ من شيخنا لم يُنَبِّه عليه و لا على ما تَقدَّم في «كلأَ»