نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 214
تارة فيقال مَفْيُؤَةٌ ، و يرسم بالواو، و هكذا في النسخ، و في أُخرى و تُضَمُّ فاؤُه أَي فيقال مَفُوءَة كمَقُولَة، قال شيخُنا، و هو وَهَمٌ، لأَنه غير مسموع. انتهى، و في لسان العرب: و هي المَفْيُوءَة أَي كمَسْمُوعة، جاءَت على الأَصل، و حكى الفارِسيُّ عن ثعلب: المَفِيئَة أَي كمَنِيعَة، و نقل الأَزهريُّ عن الليث: المَفْيُؤَة بالفاء هي المَقْنُوءَة بالقاف، و قال غيره:
يقال مَقْنَأَة وَ مَقْنُوءَة للمكان الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ، قال: و لم أَسْمَعْ مَفْيُؤَة بالفاء لغير الليث. قال: و هو يُشبه الصوابَ، و سيُذكر إِن شاءَ اللََّه تعالى في قنأَ.
و المَفْيُوءُ [1] : [هو]المَعْتُوه، لزِمَه هذا الاسمُ من طُولِ لُزُومِه الظِّلَّ، قال شيخنا نقلاً عن مَجمع الأَمثال للميدانيُّ المَفْيَأَة و المَفْيُؤَة يُهْمَزانِ و لا يُهمزانِ: هما المكان لا تَطلُع عليه الشمسُ، و في المثل المشهور قولهم: « مَفْيَأَةٌ رِبَاعُهَا السَّمائمُ» أَي ظِلٌّ في ضِمْنِه سَمُومٌ [2] ، يُضْرَب للعَرِيض الجاهِ العَزِيزِ الجانبِ يُرْجَى عندَه الخَيْرُ، فإِذا أُوِي إِليه لا يَكون له حُسْنُ مَعُونةٍ و نَظرٍ، و قد أَهمله المصنِّف و الجوهريُّ. انتهى.
و الفَيْءُ : الغَنِيمَةو قَيّدَها بعضُهم بالتي لا تَلحَقُها مَشَقَّةٌ، فتكون بارِدَةً كالظِّلِّ، و هو المأْخوذ من كلام الراغب [3] ، قاله شيخنا و الخَرَاجُو قد تكرَّر في الحديث ذِكْرُ الفَيْءِ على اختلافِ تَصَرُّفِه، و هو ما حَصَلَ للمُسْلِمين من أَموالِ الكُفَّارِ من غير حَربٍ و لا جِهادٍ.
و الفَيْء : القِطْعَةُ من الطَّيْرِو يقال لها عَرَقَةٌ [4] وَ صَفٌّ أَيضاً.
وأَصْل الفَيْءِ : الرُّجُوعُو قيَّدَه بعضُهم بالرجوع إِلى حالَة حَسَنَة، و به فُسِّر قولُه تعالى: فَإِنْ فََاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا[5]
قاله شيخنا، و منه قيل للظلِّ الذي يكون بعد الزَّوَال فَيْءٌ ، لأَنه يرجِعُ من جَانِبِ الغَرْبِ إِلى جانب الشَّرْق، و سمي هذا المالُ فَيئاً لأَنه رَجَع إِلى المسلمين من أَموال الكُفَّار عَفْوًا بلاقِتالٍ، و قوله تعالى في قتال أَهل البغي: حَتََّى تَفِيءَ إِلىََ أَمْرِ اَللََّهِ[6] أَي تَرْجِعَ إِلى الطاعة.
كالفَيْئَةِ بالفتح و الفِيئَةِ بالكسر و الإِفَاءَةِ كالإِقامة و الاْستِفَاءَةِ كالاستقامة.
و فَاءَ رَجَع، و فاءَ إِلى الأَمرِ يَفِيءُ . و فَاءَه فَيْأً و فُيُوءاً : رجع إِليه و أَفَاءَهُ غيرُه: رَجَعَه، و يقال فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئاً إِذا رَجَعْتَ إِليه النَّظَرَ، و يقال للحديدة إِذا كلَّتْ بعد حِدَّتِها:
فاءَتْ ، 16- و في الحديث : « الفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ». أَي العَطْفُ عليه و الرُجُوع إِليه بالبِرِّ، و قال أَبو زيد: يقال: أَفأْتُ فُلاناً على الأَمرِ إِفاءَةً إِذا أَرادَ أَمْراً فعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ. و قال غيره [7] :
14- و في الحديث : جَاءَت امرأَةٌ من الأَنصارِ بابنتَيْنِ لها فقالت: يا رسول اللََّه، هاتان ابنتَا فُلانٍ، قُتِل مَعَك يومَ أُحُدٍ، و قد استفاءَ عَمُّهما مَالَهما و مِيرَاثَهما. أَي استرجَع حَقَّهما من الميراث و جعله فَيْئاً له، و هو استفعل من الفَيْءِ ، و منه 17- حديث عُمَر رضي اللََّه عنه : فلقد رَأَيْتُنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَها [8] ، أَي نَأْخذها لأَنفسنا فنقتَسِمُ [8] بها.
و في الأَساس: و يقال مَا لَزِمَ أَحدٌ الفَيْءَ ، إِلاَّ حُرِمَ للفَيْء .
و من المجاز: تَفَيَّأْتُ بِفَيْئِك : التجَأْتُ إِليك. انتهى.
و نقل شيخنا عن الخفاجي في العناية في حواشي النحل: فَاءَ الظلّ: رَجَع، لازمٌ، يتعَدَّى بالهمز أَو التضعيف كفَيَّأَه اللََّهُ و أَفاءَه فَتَفَيَّأَ هُوَ، و عدَّاه أَبو تَمَّامِ بنفسه في قوله: