نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 146
الكلامِ فيه أَخطأْنَ ، بالأَلف، فردَّه إِلى الثلاثيّ، لأَنه الأَصل، فجعل خَطِئْن بمعنى أَخطَأْنَ ولا تقل أَخْطَيْتُ بإِبدال الهمزة ياءً، و منهم من يقول إِنهم لُغَيَّةٌ رَديئة أَو لُثْغة قال الصاغاني: و بعضهم يقوله.
قلت: لأَن بعض الصرفيين يُجَوِّزون تسهيل الهمزة، و قد أَوردها ابن القُوطِيَّة و ابنُ القطَّاع في المعتلّ استقلالاً بعد ذكرها في المهموز، كذا في شرح شيخنا.
و الخَطِيئَة : الذَّنْبُو قد جُوِّز في همزتها الإِبدال، لأَن كلّ ياء ساكنة قبلها كسرةٌ، أَو واوٍ ساكنة قبلها ضَمَّةٌ و هما زائدتان للمد لا للإِلحاق و لا هما من نَفْس الكلمة، فإِنك تَقلِب الهمزَة بعد الواو واواً، و بعد الياء ياء، فتُدْغِم فتقول في مَقْروءٍ مَقْرُوٌّ و في خَبِىءٍ خَبِيٌّ بتشديد الواو و الياء أَو ما تُعُمِّد منه، كالخِطْءِ بالكَسْرِقال اللّه تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كََانَ خِطْأً كَبِيراً[1] أَي إِثماً، و كذلك الخَطَأ محركة، تَسْمِية بالمصدر و قيل الخَطَأُ محركةً: ما لم يُتَعَمَّدْمنه، و في المُحكم:
خَطِئْتُ أَخْطَأُ خطأً و الاسم الخَطَاءُ بالمد، و أَخطَأْتُ إِخطَاءً و الاسم الخَطَأُ مقصوراً ج خَطَايَا على القياس وحكى أَبو زيد خَطَائِئ على فعائل، و منهم من ضَبطها كَغَوَاشِي، و بعض شَدَّدَ ياءَها، قال شيخنا: و كلُّ ذلك لم يصحّ إِلا إِن أُريد من وزن الغَواشي الإِعلامُ بأَنها من المنقوص. و في اللسان روى ثعلبٌ أَن ابنَ الأَعرابيّ أَنشده:
و لا يَسْبِقُ المِضْمَارَ في كُلِّ مَوْطِنٍ # مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ إِلاَّ عِرَابُهَا
و قال الليث: الخطيئة فَعِيلَة، و جمعها كان ينبغي أَن يكون خَطَائِئ بهمزتين فاستثقلوا التقاءَ همزتين، فخفّفوا الآخِرة منهما، كما يُخفَّف جائِئ على هذا القياس، و كرهوا أَن تكون علَّتُه[مثل] [2] عِلَّةِ جائئ، لأَن تلك الهمزةَ زائدةٌ، و هذه أَصليّة، ففَرُّوا بِخطايا إِلى يَتامَى، و وجدوا له في الأَسماء الصحيحة نظيراً، مثل طاهرٍ و طاهرة و طَهَارَى، و في العباب: و جَمْعُ خَطِيئَة خطايا و كان الأَصل خطائئ علىفعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء، لأَن قبلها كسرة، ثم استثقلت و الجمعُ ثقيلٌ، و هو معتلُّ مع ذلك، فقُلِبت الياء أَلفاً ثم قُلِبت الهمزة الأُولى ياءً، لخفائها بين الأَلفين.
وتقول: خَطَّأَه تَخْطِئَةً و تَخْطِيئاً إِذا قال له: أَخَطأْتَ و يقال: إِن أَخطَأْتُ فَخَطِّئْني ، و إِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني و خَطِئَ الرجل يَخْطَأُ كَفرِح يفرَح خِطْأً و خِطْأَةً بكسرهما: أَذنب، و في العناية: خَطِئَ خَطَأً : تعَمَّد الذنب، و مثله في الأَساس.
و الخَطِيئَة أَيضاً: النَّبْذُ اليَسيرُ مِن كلِّ شيءٍيقال على النخلة: خَطِيئَةٌ من رُطَبٍ، و بأَرضِ بني فُلان خَطِيئَةٌ من وَحْشٍ، أَي نَبْذٌ منه أَخْطَأَتْ أَمْكِنَتَها فظَلَّت في غير مواضِعها المُعتادة وقال ابن عرفة: خَطِئَ في دِينه و أَخطأَ إِذا سَلَكَ سَبِيل خَطَإٍ عامداً أو غَيْرَهو قال الأُموي: المُخطِئُ :
من أَراد الصواب فصار إِلى غيره أَو الخاطئُ مُتَعَمِّدُهُأَي لِمَا لا ينبغي، 16- و في حديث الكُسوف : « فأَخْطَأ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِه». أَي غلط، قال الأَزهريّ: يقال لمن أَراد شيئاً و فعل غيره: أَخطأَ ، كما يقال لمن قَصدَ ذلك، كأَنه في استعماله غَلِط فأَخذَ دِرْعَ بعضِ نسائه، و في المحكم:
و يقال: أَخطأَ في الحِساب و خَطِئَ في الدِّين، و هو قولُ الأَصمعيّ، و في المصباح: قال أَبو عُبيد[ة]: خَطِئَ خِطْأً من باب عَلِم، و أَخْطَأَ بمعنى واحد لمن يُذْنِب على غير عمدٍ، و قال المُنذِريُّ: سمعت أَبا الهَيْثَم يقول: خَطِئْتُ ، لما صنَعْتَه [3] عَمْداً، و هو الذنب، و أَخطأْت لما صَنَعْتَه خَطَأً غير عَمْدٍ، 16- و في مُشكل القرآن لابن قُتيبة في سورة الأَنبياء في الحديث : «إِنه لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَ قَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ غيرَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا، لأَنه كان حَصْوراً لا يأْتِي النساءَ و لا يُرِيدُهُنَّ».
وفي المَثل: مَع الخَواطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ. يُضْرَب لِمَنْ يُكْثِرُ الخَطَأَ و يُصِيبُ أَحياناً. و قال أَبو عبيد: يُضْرَب للبخيل يُعطِي أَحياناً على بُخْله. و الخَوَاطِئُ هي التي تُخْطِئُ القِرْطَاسَ، قال الهيثم: و منه مَثلُ العَامَّة: «رُبَّ رَمْيَة مِنْ غَيْرِ رَامٍ».