responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بقيع الغرقد في دراسة شاملة نویسنده : الأميني، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 8

أوساط المسلمين، وأخذوا في اعتقالهم وحبسهم وتعذيبهم وقتلهم على التهمة والمظنة، فالأحرى أن يُتَّبع مذهب السلف الصالح مثل أبي أيوب الأنصاري، لا مذهب السلف الطالح مثل مروان والحجاج!.

إن من مذهب السلف الصالح التوجه إلى اللََّه والتضرع إليه عند قبور أوليائه، وهذا لايخرجهم عن دائرة التوحيد إطلاقاً، لأنهم لايحسبونهم في عرض اللََّه، لا «بَلْ عِبََادٌ مُكْرَمُونَ*`لاََ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» [1] ، لكنهم أرشد اللََّه الناس إليهم، وبالتوسل بهم، حيثما قال: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جََاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اَللََّهَ وَ اِسْتَغْفَرَ لَهُمُ اَلرَّسُولُ لوجدوا اللََّه تواباً رحيماً» [2] ، ولا يوجد هناك فرق بين حياة النبي صلى الله عليه و آله ومماته، إذ موته لا يعني مفارقته هذا المنصب، وهذا هو ما فهمه السلف الصالح.

روى المسعودي في تاريخه: في سنة ثلاث وخمسين هلك زياد بن أبيه.. وقد كان كتب إلى معاوية أنه قد ضبط العراق بيمينه، وشماله فارغة، فجمع له الحجاز مع العراقين، واتصلت ولايته بأهل المدينة، فاجتمع الصغير والكبير بمسجد رسول‌اللََّه صلى الله عليه و آله وضجوا إلى اللََّه، ولاذوا بقبر النبي صلى الله عليه و آله ثلاثة أيام‌ [3] .

فهل يمكن رمي هؤلاء الذين لاذوا بقبر رسول اللََّه صلى الله عليه و آله وضجوا إلى اللََّه عند مضجع رسوله بالشرك وارتكاب البدعة؟أليسوا هم-وفيهم كثير من الصحابة- من السلف الصالح؟

كما أن التبرك بقبورهم له جذور أصيلة من فعل العترة الهادية وسيرة المسلمين وعلى رأسهم الصحابة، ومن أدلة ذلك:


[1] سورة الأنبياء: 26-27.

[2] سورة النساء: 64.

[3] مروج الذهب‌3/26.

نام کتاب : بقيع الغرقد في دراسة شاملة نویسنده : الأميني، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست