نام کتاب : بقيع الغرقد في دراسة شاملة نویسنده : الأميني، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 12
فهل يمكن رمي كلّ هؤلاء-وفيهم كبار المسلمين وفقهاؤهم وعلمائهم- بالشرك وارتكاب البدعة؟
وكذلكالأمرفيشأن الإعتناءبقبور الأولياء، و لزوم المحافظة عليها، واصلاحها، وترميمها، كما جاء في الخبر: «كانت فاطمة تأتي قبر حمزة ترمه وتصلحه» [1] .
وأما بناء القباب على قبور الأولياء فليس من مظاهر الشرك كما يزعمه البعض، وإلا فلا بدّ من رمي معظم المسلمين بالشرك!.
هذا هو الذهبي يذكر في ترجة العباس عم رسول اللََّه صلى الله عليه و آله يقول: وعلى قبره اليوم قبة عظيمة من بناء خلفاء آل العباس [2] .
وقال أيضاً: وله قبة عظيمة شاهقة على قبره بالبقيع [3] .
وكذا الأمر في حق غيره مثل مالك ونافع وحليمة السعدية وغيرهم.
وعن السمهودي في المشهد المعروف بالنفس الزكية، قال: وهذا المشهد شرقي جبل سلع، وعليه بناء كبير بالحجارة السود [4] .
فظهر أنه على مرّ القرون كان البقيع معظماً لدى كافة المسلمين، الذين أشادوا القبب على قبور الأئمة والصحابة والأولياء، احتراماً وتكريماً للذين صنعوا التاريخ ومجد الاسلام.
إن هدم قبور أولياء اللََّه بالبقيع وتدميرها ناشىء عن عدم الفهم واعوجاجه، كما صرح به الإمام الخميني [5] رضوان اللََّه تعالى عليه.
[1] الطبقات الكبرى3/19؛ تاريخ المدينة المنورة، ابن شبة النميري1/132.