responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار في الأصول نویسنده : العراقي، آقا ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 32

من تصور شي‌ء الى شي‌ء آخر بل تجد أنها ابتداء أحست بالشي‌ء الذي انتقلت اليه بسبب سماعها اللفظ نظير من ينظر فى المرآة ليرى صورته فعند ما يرى الصورة المنعكسة منه فى المرآة يرى أنه قد رأى صورته الحقيقية ابتداء لا أنه يرى أنه قد تصور صورته بسبب نظره الى صورته المنعكسة فى المرآة و ليس ذلك كله إلا لفناء الواسطة المتصورة فى ذي الواسطة و الوجه في ذي الوجه و هكذا حال اللفظ مع المعنى عند دلالته عليه و لذا تجد اللفظ مصبوغا بلون المعنى من الحسن و القبح و الابتهاج به و الانزعاج منه و لا يحس السامع عند سماع اللفظ إلا بنفس المعنى كأنه وصل اليه بلا توسط شي‌ء آخر هذا.

و قد ذهب بعض الأعلام الى أن حقيقة الوضع هو التعهد و الظاهر أن مراده بذلك هو أن يبني المتكلم و يلتزم أن ينطق بلفظ كذا اذا أراد المعنى الخاص فكأنه يجعل عهدا على نفسه أو بينه و بين غيره في أنه إذا أراد المعنى الفلاني نطق بلفظ كذا فحقيقة الوضع عنده هو هذا البناء و العزم الكلي على هذا النحو من النطق و معنى كون اللفظ موضوعا هو كونه مبنيا على النطق به عند ارادة تفهيم المعنى الخاص و لا يخفى أن مستند هذه الدعوى يرجع الى أمرين (الأول) أن ما يتحقق من الواضعين فى مقام وضع الألفاظ للمعاني ليس إلا ذلك البناء الكلي كما يشهد به مراجعة الوجدان و يرشد اليه الغرض الاصلي من الوضع (الثاني) عدم امكان جعل الربط الوضعي بين اللفظ و المعنى ابتداء بعد فرض أن كلا منهما اجنبي عن الآخر فلا محيص عن التعهد و البناء الكلي المزبور كي يتحقق الربط بينهما قهرا (و بتقريب آخر) أن جعل الربط بين اللفظ و المعنى ليس فعلا اختياريا للواضع و ما يكون اختياريا له هو التعهد و البناء الكلي (و فيه اولا) أن الوجدان شاهد بخلاف ذلك و أن حقيقة الوضع جعل الربط الخاص بين اللفظ و المعنى كما يشهد به ايضا اطلاقات الوضع و اشتقاقاته مثل قولهم: إن اللفظ الكذائي موضوع للمعنى الفلاني و أن الوضع ينقسم الى التعييني و التعيني حيث إن الظاهر منها هو ارتباط اللفظ بالمعنى لا تعهد الوضع (و ثانيا) أن التعهد المزبور لا يخلو فى عالم التصور عن أحد وجهين (الاول) أن يكون الغرض منه تحقق الربط بين اللفظ و المعنى و صيرورته قالبا له بذلك التعهد كما هو ظاهر كلامه و من الواضح أن مرجع ذلك الى تعلق الارادة

نام کتاب : بدائع الأفكار في الأصول نویسنده : العراقي، آقا ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست