responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 3  صفحه : 212

الانتزاعية، لأن هذا العنوان البسيط المنتزع، هو بنفسه حدث من الأحداث و مبدأ من المبادئ، غايته أنه من المبادئ الانتزاعية، فإن المبادئ بعضها مبادئ حقيقية و بعضها مبادئ انتزاعية، إذن فيلزم من ذلك، انتزاع العقل مفهوما ثالثا في طول ذلك من الذات. بلحاظ تلبسها بنفس هذا العنوان البسيط، و أيضا ينتزع العقل مفهوما رابعا في طول ذلك، و هكذا حتى يتسلسل الأمر الانتزاعي.

فإن قيل بأن التسلسل في الأمور الانتزاعية محال، إذن فهذا تسلسل محال، و أن قيل أنه ليس بمحال، إذن فهو على كل حال خلاف الوجدان، فهو قاض بأن العقل عاجز عن انتزاع مفاهيم إلى غير النهاية.

فهذا منبّه إلى ما هو الثابت وجدانا، من أنه لا يوجد مفهوم بسيط انتزاعي في طول المركب الثلاثي، و إنما توهّم ذلك باعتبار الألفاظ، لأنه وجد لفظ «عالم» وراء لفظ «زيد» و لفظ «علم» فتخيّل أن لفظة «عالم» تدل على مفهوم في طول مفهوم «زيد» و مفهوم «العلم»، بينما بقطع النظر عن الألفاظ و الالتفات إلى المعاني، لا يوجد إلّا المركب الثلاثي من- الذات و الحدث و النسبة-، و على هذا، فإن قيل بأن المشتق موضوع للمركّب الثلاثي، إذن فقد قال بالتركيب، و إن قيل بإن المشتق موضوع للحدث فقط، إذن فهذا رجوع إلى كلمات الميرزا، إلى أن مفهوم المشتق و المصدر واحد سنخا.

ثانيا: إن إشكالات المحقق الشريف كما سوف تأتي، لو كان لها محصّل و كانت تبرهن على عدم أخذ الذات في المشتق، فهي تبرهن أيضا على عدم أخذ عنوان بسيط منتزع عن الذات، لأن هذا العنوان البسيط المنتزع هو في طول الذات لا محالة، و متقوم بالذات من باب تقوم العنوان الانتزاعي بمنشإ انتزاعه، فإذا كان هذا العنوان البسيط المنتزع عن الذات مقوما للمشتق، فيلزم من ذلك مقوّمية الذات للمشتق بالتبع أيضا، فترد إشكالات المحقق الشريف في المقام أيضا.

ثالثا: لو سلّم أن هذا العنوان البسيط المنتزع عن الذات بلحاظ تلبسها

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 3  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست