responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 8

من إنجازاته و ابتكاراته العلمية، فقد اشتملت مدرسته على دراسات في الفقه، و أصول الفقه، و المنطق، و الفلسفة، و العقائد، و العلوم القرآنية، و الاقتصاد، و التاريخ، و القانون، و السياسة المالية و المصرفية، و مناهج التعليم و التربية الحوزوية، و غيرها و مناهج العمل السياسي، و أنظمة الحكم و الإدارة، و غيرها كثير من مفردات المعرفة الإنسانية و الإسلامية المختلفة.

و قد كانت هذه الشمولية بالنسبة لسيدنا الشهيد، نتيجة طبيعية لما كان يتمتع به (قده) من ذهنية موسوعية و عملاقة، يمكن اعتبارها نكتة في جبين هذا القرن، لعلّ تاريخ العلم و العلماء قد حظي بمثلها في بعض القرون مما كان يشكل منعطفا تاريخيا في توجيه حركة العلم و المعرفة و ترشيدها، إذ كان (قده) آية في النبوغ العلمي، و اتساع الأفق، و قمة العبقرية الفذة كما شهد بذلك أساتذته و زملاؤه و تلامذته، و كل من اتصل به بشكل مباشر، أو التقاه من خلال مصنفاته و بحوثه.

2- الاستيعاب و الإحاطة:

من الخصائص ذات الأهمية البالغة في اتفاق النظرية أية نظرية بالمتانة و الصحة، خصيصة- الشمول و الاستيعاب، أي مدى ما تستوعبه النظرية من احتمالات متعددة، و ما تعالجه من جهات شتّى، مرتبطة بموضوع البحث، فإن هذه الخصيصة هي الأساس الأول في انتظام الفكر و المعرفة في أي باب من الأبواب، بحيث يؤدي فقدانها إلى أن تصبح النظرية مبتورة ذات ثغرات، ينفذ من خلالها النقد و التفنيد. و هذه الخصيصة كانت السمة البارزة في فكر السيد الشهيد (قده) بدرجة عالية، إذ إنه لم يتعرض لمسألة من المسائل العلمية، خصوصا في الفقه و الأصول و الفلسفة، إلّا و ذكر فيها من الصور و الاحتمالات ما يبهر العقول، حتى كانت هذه السمة بارزة حتى في أحاديثه الاعتيادية، فكان عند ما يتناول أي موضوع، و مهما كان بسيطا و اعتياديا، يصوغه صياغة علمية، و يخلع عليه نسجا فنيا، و يطبعه بطابع منطقي، مستوعبا لكل الاحتمالات و التفريعات حتى أنه يخيل لمن يستمع إليه أنه تحليل نظرية علمية، تستمد القوة و الأصالة و المتانة من مبرراتها، و أدلتها المنطقية.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست