responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 12

إنه قلّما تجتمع النزعة البرهانية المنطقية في الاستدلال، مع الذوق الفني، و الحسّ العقلائي، و الذهنية العرفية في شخصية علمية واحدة، في الوقت الذي نجد أن العلماء الذين مارسوا و يمارسون المناهج العقلية و البرهانية من المعرفة، و يتفاعلون مع تلك المناهج و طرائق البحث، نجد أنهم لا يلتفتون، و قد لا يحسون بدقائق النكات العرفية، و الذوقية، و العقلائية، بينما يبنون معارفهم و آراءهم على أساس تلك المصطلحات البرهانية المكرورة التي اعتادوا عليها في تلك البحوث العقلية و غيرها، و هكذا الباحثون في العلوم الأدبية و القانونية و ما شابهها، قلّما يمارسون أو يجيدون صناعة البرهنة و الاستدلال المنطقي، بينما كان هذا مائزا و خصيصة قد امتازت بها مدرسة السيد الشهيد (قده) فهي في الوقت الذي جمعت فيه بين هاتين الخصيصتين اللتين قلّما اجتمعتا، فقد تمكنت من التوفيق الدقيق بينهما، و استخدمت كلّا منهما في مجاله المناسب دون ما تخبط أو إقحام ما هو خارج موردهما في مجالهما.

7- القيمة الحضارية لمدرسة السيد الشهيد الصدر (قده):

ليس عجيبا ممّن عرف السيد الشهيد (قده) و تلمّذ عليه فترة كبيرة، أن يدعي له أنه مجدد أو باعث هذا الدين في هذا القرن، مصداقا لما ورد، و مضمونه أن اللّه تعالى يبعث على رأس كل قرن من يجدد هذا الدين، أو يبعثه، أو كما قال، لا سيّما و قد ادعي هذا المضمون لمن يصح أن يكون تلميذا للسيد الشهيد (قده) من علماء المسلمين.

و لذلك فنحن و بقية الطليعة الفكرية في المسلمين قاطبة بل و فئة يعتد بها من غير المسلمين، نعتقد أن سيدنا الشهيد (قده) كان تحديا حضاريا معاصرا عند ما استطاع بمدرسته التصدّي لنسف أسس الحضارة المادية لإنسان العصر الحديث، بينما قدّم الحضارة الإسلامية شامخة نقية على أسس علمية ثابتة، ضمن بناء شامل و متماسك، استطاع من خلاله أن ينازل الفكر الحضاري الآخر كأقوى و أمتن من خاض غمار هذا المعترك، كما عبّر عنه المفكر العربي أكرم زعيتر.

و قد وفق سيدنا الشهيد (قده) لتفنيد كل مزاعم و أسس الحضارة المادية

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست