responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 11

الأصوليين و الفقهاء المتأثرين بمناهج العلوم العقلية الأخرى.

و بهذا فقد استطاع بهذا الفكر العملاق، و بما أوتي من قدرة على التوفيق بين خصيصته المنطقية و العلمية في الاستدلال، و بين مراعاة المنهجية الصحيحة المنسجمة مع كل علم، أن يتناول في كل حقل من حقول المعرفة المنهج العلمي المناسب مع طبيعة ذلك العلم، من دون تأثر بالمناهج الغريبة عن ذلك العلم و طبيعته، و هذه خصيصة أساسية سوف نواجهها بجلاء أيضا في بحوثنا الأصولية القادمة.

6- الذوق الفني و الإحساس العقلائي:

الذوق حاسة ذاتية في الإنسان، يدرك بها جمال الأمور، و الذهنية العقلائية هي الأخرى التي يدرك بها الإنسان الطباع و الأوضاع و المرتكزات التي يبني عليها العرف و العقلاء، و يبني على أساسها الكثير من النظريات و الأفكار في مجال البحوث المختلفة كالدراسات التشريعية، و القانونية، و الأدبية، و هي غالبا ما تكون مجالا للبحث لا يمكن إخضاعها للبراهين المنطقية، أو الرياضية، أو التجريبية. و إنما تحتاج إلى حاسة الذوق الفني، و الذهنية العقلائية، و الحس العرفي الأدبي، و لأن هذه الخصائص كانت مائزا، و سمة بارزة لازمة في مدرسة السيد الشهيد (قده) بين هذه المفردات و غيرها من العلوم و المعارف، و من ثمّ تجده (قده) يتناول المسائل في المجال الأول معتمدا على الذوق الموضوعي، و الإدراك العقلائي المستقيم.

و بذلك استطاع أن يؤسس منهجا فريدا يتناسب مع مفردات هذا المجال و أن يؤسّس و يبدع طرائق الاستدلال الذوقي التي تعتمد الاستظهارات العرفية، و المرتكزات العقلائية.

و بذلك أبدع نهجا فقهيا موضوعيا في مجال الاستظهار الفقهي، خرجت على أساسه الاستظهارات من مجرد كونها مدّعيات و مصادرات ذاتية، إلى كونها مدّعيات و نظريات يمكن الإقناع و الاقتناع بها على أسس موضوعية.

أضحى من نافلة الكلام أن نقول:

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست