responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 103

تمايز العلوم بالموضوعات أو بالأغراض؟

من مجموع ما تقدم تبين كذلك ما هو مشهور فيما بينهم من نزاع، من أن تمايز العلوم هل يكون بتمايز الموضوعات أو بتمايز الأغراض؟.

فإنّ هذا التقابل بين الموضوع و بين الغرض، بناء على التفسير المشهوري للعرض الذاتي، و هو أن يراد من الذاتية في العرض الذاتي الذاتية بلحاظ المحلية، حينئذ يكون الغرض أمرا في مقابل الموضوع. فيقال مثلا- بأن موضوع علم النحو هو الكلمة، و الغرض من علم النحو هو صيانة اللسان عن الخطأ. أو موضوع علم الطب هو مزاج الإنسان، و غرض علم الطب هو صحة المزاج. هذا لو قلنا بأن معنى الموضوع ما يكون محطا و محلا للأعراض، و محلا للمحمولات، حينئذ يكون عندنا موضوع و في مقابله غرض، و يقال بأن التمايز بالموضوعات أو بالأغراض!.

أمّا بناء على ما فسّرنا من أن المراد بالأعراض الذاتية، الذاتية بلحاظ المنشئية و العلية لا المحلية، إذن فنفس الغرض يكون موضوعا أيضا، إذا كان هناك علم كعلم الطب له غرض وحداني، فهذا الغرض بنفسه يصلح أن يكون موضوعا لعلم الطب، و تكون قضايا علم الطب باحثة عن أحواله، باعتبار أن أسباب الغرض أحوال و أعراض له، على ما ذكرنا من أن العلة الغائية يكون معلولاتها عوارض ذاتية بالنسبة إليها. فبناء على أن معنى العرض الذاتي أن الذاتية هي التي تكون بلحاظ المنشئية و العلية- فيكون موضوع العلم منشأ لمحمولاته لا محلا لمحمولاته- و المنشأ كما قد يكون منشأ بنحو العلة الفاعلية، يكون منشأ بنحو العلة الغائية، كما تقدم.

إذن فلا يبقى تقابل بين الموضوع و الغرض، حتى يبحث هل أن تمايز العلوم بالأغراض أو بالموضوعات. بل بحسب الحقيقة إن كل غرض يفرض‌

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست