responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 10

و إثارة هذا الوجدان في نفوس الباحثين و الطلاب، و ذلك من خلال منهج إقامة المنبهات الوجدانية عليه، كما ستواجه هذا بوضوح في تقريراتنا الأصولية.

5- النزعة المنطقية و الوجدانية:

و من مميزات فكر سيدنا الشهيد (قده) نزعته المنطقية و البرهانية في التفكير و الطرح، لا سيّما عند ما تكون تلك المعطيات البرهانية تنسجم و تتطابق مع الوجدان، و تحتوي على درجة كبيرة من قوة الإقناع و تحصيل الاطمينان النفسي بالفكرة. و لذلك لم يكن ليكتفي بسرد النظرية بلا دليل، أو كمصادرة، بل كان يقيم البرهان مهما أمكن على كل فرضية يحتاج إليها البحث حيث لم يتعسّر عليه، و لو مرة واحدة، صياغة البرهان الموضوعي عليه، و ذلك كالبحوث اللغوية، و العقلائية، و المعرفية.

و هذه الميزة، جعلت آراء و معطيات هذه المدرسة الفكرية ذات صبغة علمية و منطقية فائقة، ممّا يتعذّر توجيه أي نقد إليها بسهولة، كما جعلتها أبلغ في الإقناع و القدرة على إفهام الآخرين و تفنيد النظريات و الآراء الأخرى، مضافا إلى جعلها قادرة على تربية فكر روّادها، و بنائه بناء منطقيا و علميا، بعيدا عن مشاحة النزاعات اللفظية، أو التشويش و الخبط، و اختلاط الفهم، ذلك الخطر الذي تمنى به الدراسات و البحوث العلمية و العقلية العالية في أكثر الأحيان.

و في الوقت نفسه لم يكن يتمادى في هذا الفكر البرهاني المنطقي، في اعتماد الصياغات و الاصطلاحات الشكلية التي قد تربك تفكير الباحث و طريقته، فيبتعد عن الواقع، فيضطر لتبني نظريات يرفضها الوجدان السليم، خصوصا في البحوث ذات الملاك الوجداني و الذاتي التي تحتاج إلى منهج خاص للاستدلال و الإقناع.

فكنت تجده ينتهي من البراهين إلى النتائج الوجدانية، فلا يتعارض عنده البرهان مع مدركات الوجدان الذاتي السليم و كان في طريقة بحثه يدرك المسألة بحسّه الوجداني و الذاتي، ثم يصوغ لها من البرهان و الاستدلال المنطقي ما يكفي لدعمها علميا، و من ثمّ لا يشعر الباحث بثقل البراهين و تكلّفها، أو عدم تطابقها مع الذوق و الحسّ الوجداني للمسألة، كما وقع في هذا الخبط الكثير من‌

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست