نام کتاب : أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 78
التامّ لصاحب النبوّة الختميّة [1] و المتكفّل لتفصيلها الأخبار الصادرة عن أهل بيت الوحي و الطهارة عليهم أفضل الصلاة و التحيّة [2].
إذا عرفت ما تقدّم من المقدّمات فاعلم: أنّ السعادة مطلقا و الشقاوة بمعناها الثاني لا يكونان من الذاتيّات الغير المعلّلة، فإنها- كما عرفت- هي الماهيّات و لوازمها، و الوجود- أيّ وجود كان فهو ليس بذاتيّ لشيء من الأشياء الممكنة، و قد عرفت أنّ السعادة مطلقا و الشقاوة بهذا المعنى من سنخ الوجود، و هو مجعول معلّل ليس ذاتيا لشيء من الموجودات الممكنة.
نعم لمّا كانت الوجودات مختلفة المراتب ذات المدارج بذاتها، تكون كلّ مرتبة تالية معلول مرتبة عالية متلوّة لا يمكن التخلّف عنها، فالوجود الداني معلول الوجود العالي السابق له بذاته و هويّته، و لا يمكن تخلّفه عن المعلوليّة، فإنّها ذاتيّة له، و هذا الذاتيّ غير الذاتيّ الّذي لا يعلّل، بل الذاتيّ الّذي هو عين المعلوليّة كما عرفت.
في الإشكال على المحقّق الخراسانيّ
و بما ذكرنا سقط ما أفاده المحقّق الخراسانيّ- (رحمه اللّه)- في الكفاية [3] و الفوائد [4]: من أنّ التجرّي كالعصيان و إن لم يكن باختياره، إلّا أنّه بسوء