(1) أقول: لا سبيل إلى إثبات الإمكان، فإنّه يحتاج إلى إقامة البرهان عليه، و لا برهان عليه كما لا يخفى.
و لكن الّذي يسهّل الخطب أنّه لا احتياج إلى إثباته، بل المحتاج إليه هو ردّ أدلّة الامتناع، فإذا لم يدلّ دليل على امتناع التعبّد بالأمارات و الأصول نعمل على طبق أدلّة حجّيّتها و اعتبارها.
و بعبارة أخرى: لا يجوز رفع اليد عن ظواهر أدلّة اعتبارها إلّا بدليل عقليّ على الامتناع، فإن دلّ دليل عليه فإنا نرفع اليد عنها، و إلّا نعمل على طبقها.
و من ذلك يظهر: أنّ الإمكان الّذي نحتاج إليه هو الّذي وقع في كلام