الشيخ عبد الحق ابن سبعين هو الإمام شيخ الإسلام القطب الوارث المحمدي سيدي: أبو محمد عبد الحق إبراهيم بن محمد بن نصر بن فتح بن سبعين، الإشبيلي المرسي، الرقوطي الأصل، الصوفي المشهور.
ولد في مرسية بالأندلس سنة 613 ه.
و هو من أسرة نبيلة وافرة الغنى هي أسرة ابن سبعين التي تذكر بعض المصادر أنها تصعد في نسبها إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلّم)، و قضى مطلع شبابه في الأندلس.
فدرس العربية و الآداب بالأندلس، ثم ارتحل إلى سبته، و انتحل التصوف على قاعدة زهد الفلاسفة و تصوفهم، و جدّ و اجتهد، و حال في بلاد المغرب. و هو دون العشرين من عمره.
و أخذ التصوف عن أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف بن محمد بن الدهاق.
و أقام أولا في سبته هو و جمع من أصحابه و أتباعه الذين كانوا قد بدءوا يلتفون حوله و هو لا يزال في الأندلس.
فإنه قضى الفترة الخصبة من حياته الروحية في المغرب، و فيها أيضا ألف معظم رسائله، و جرت له المناظرات العنيفة مع فقهاء المغرب من أعداء الفلسفة و التصوف، فظهرت عليهم حجته و خصمهم بمتانة استدلاله وسعة اطلاعه حتى إن أحد تلاميذ ابن سبعين، و لعله يحيى بن محمد بن أحمد بن سليمان قال في رسالة دافع فيها عن أستاذه- و سماها:
«الوراثة المحمدية و الفصول الذاتية»: إن من بين الأدلة على أنه كان لابن سبعين الوراثة المحمدية أن ابن سبعين «كان من بلاد المغرب، و النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) قال: «لا يزال طائفة من أهل المغرب ظاهرين إلى قيام الساعة».