و قال (صلى اللّه عليه و سلّم): «من أكل برجل مسلم أكلة: أي بأن يغتابه عند عدّوه، أو يسبّه عنده، فيطعمه بسبب ذلك فإن اللّه يطعمه مثلها من جهنم، و من كسا ثوبا برجل مسلم: أي بأن يغتابه أو يسبّه عند عدّوه فيكسوه بسبب ذلك فإن اللّه يكسوه مثله من جهنم، و من قام برجل مسلم مقام سمعه: أي يقول أنه مرائي، و أقواله و أفعاله رياء لأجل عدّوه فإن اللّه تعالى يقوم له مقام سمعة و رياء يوم القيامة [1]». رواه النسائي.
قال (صلى اللّه عليه و سلّم): «إيّاكم و الظن؛ فإنّ الظنّ أكذب الحديث، و لا تجسّسوا و لا تنافسوا [2]» رواه البخاري و مسلم.
و قال (صلى اللّه عليه و سلّم): «حسن الظنّ من حسن العبادة [3]» رواه النسائي و الترمذي و أبو داود:
أي اعتقاد الخير و الصلاح في حق المسلمين عبادة حسنة من جملة العبادات.
قال الشيخ مجد الدين (رحمه اللّه تعالى): لا يجوز أن ينكر على القوم ببادي الرأي؛ لعلوّ مراقبتهم في الفهم و الكشف، و لم يبلغنا عن أحد منهم أنه أمر بشيء يهدم الدين، و لا نهى أحدا عن الوضوء و لا الصلاة، و لا غيرها من فروض الإسلام و مستحبّاته، إنما يتكلمون بكلام يدقّ عن الأفهام، و كان يقول: قد يبلغ القوم في المقامات و درجات العلوم إلى المقامات المجهولة و العلوم المجهولة التي لم يصرّح بها كتاب و لا سنّة، و لكن أكابر العلماء العالمين قد يردون ذلك إلى الكتاب و السنّة بطريق دقيق لحسن استنباطهم و حسن ظنّهم بالصالحين، و كان يقول: كما أعطى اللّه تعالى الكرامات للأولياء التي هي فرع المعجزات، فلا بدع أن يعطيهم من العبادات ما يعجز عن فهمها فحول العلماء.
و كان شيخ الإسلام المخزومي (رحمه اللّه تعالى) يقول: لا يجوز لأحد من العلماء