responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 28

إلا عين واحدة، قائمة بذاتها، مقيمة لتعيناتها، التي لا يتعين الحق بها؛ لاستحالة الانحصار عليه أو التقييد، فهو تعالى الظاهر في كل مفهوم، و الباطن عن كل فهم، إلا عن فهم من قال: إن العالم صورته و هويته، فلهذا صار صاحب التحقيق، لا يثبت العالم و لا ينفيه: أي لا يثبت العالم إثبات أهل الحجاب، و لا ينفيه نفي المستهلكين، فافهم. انتهى منه بلفظه.

[مراد أهل اللّه بوحدة الوجود و الوحدة المطلقة]

فهذا المعنى هو مراد أهل اللّه بوحدة الوجود، و بالوحدة المطلقة و غير ذلك من العبارات التي يذكرها العارفون من أهل التحقيق، و ليس مرادهم المعنى الفاسد الذي عند أهل الزندقة و الإلحاد، و قد أنكرته عليهم علماء الأمة، و قد كشف عن هذا الشيخ عبد الغني النابلسي في رسالة له سمّاها: «إيضاح المقصود عن معنى وحدة الوجود» [1].

و في «الحكم العطائية» [2]: الكون كله ظلمة: أي عدم صرف بالنظر إلى أصله، و حقيقة ذاته، قال: و إنما أناره يعني أظهره، و أزال ظلمة العدم عنه ظهور الحق فيه: أي تجليه عليه أولا بأنوار الإيجاد، و توجهه إليه ثانيا بما يقوم به، و يدوم به وجوده من أنواع الإمداد، فلم يكن وجوده لنفسه و ذاته حتى يعد وجودا مستقلا، و إنما كان وجوده تعالى، و بظهور هذا الوجود في الأشياء ظهرت، و بإشراق شعاعه عليها أشرقت على حسب ما تقتضيه طبائعها و قابليتها، و استعداداتها الثابتة في العلم، ثم قال في الحكم، فمن رأى الكون و لم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده أعوزه وجود الأنوار، و حجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار يعني أن من نظر إلى الكون، و لم يشهد الحق تعالى ببصيرته فيه، أو عنده أو معه كما هو حال أهل التوسط الذين يرون اللّه في الأشياء، أو عندها أو معها و يقولون: ما رأيت شيئا إلا و رأيت اللّه فيه أو عنده أو معه أو يشهده قبله، كما هو حال أهل الشهود و العيان الذين يرون الأشياء باللّه، و يقولون: ما رأيت شيئا إلا و رأيت اللّه قبله أو يشهده بعده، كما هو حال أهل الدليل و البرهان الذين يرون اللّه بالأشياء، و يقولون: ما رأيت شيئا إلا و رأيت اللّه بعده، كان معدودا من أهل الظلام، محجوبا عن اللّه تعالى‌


[1] طبعت بدار الآفاق العربية، القاهرة.

[2] الحكمة رقم (320).

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست