إلا الرجل الذي تصفّى: أي صار صافيا من كدورات الأشباح الكثيفة؛ لأنه لا يرى النور إلا بالنور، و لا اللطيف إلا باللطيف؛ إذا الكثيف ظلمة، و الظلمة عدم، و العدم غير مدرك، و مع هذا لا يرى النور المحض ما لم يمتزج بظلمة ما، كما أن الظلمة لا تدرك إلا بالنور فافهم.
فبتأمل هذا كله و نظره بعين الاعتبار و الاستبصار فيه بشيء ما من الاستبصار تفهم من فحواه أنه (عليه السّلام) النقطة التي عليها المدار، و الفائز من ربه تعالى بما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على سرّ من الأسرار، و تعلم أنه المحبوب من الأزل، و المخصوص بالخلافة العظمى فيما لم يزل، فضلا منه تعالى عليه، و منّة سابقة من جنابه لديه.
بل قلت: إنه (صلى اللّه عليه و سلّم) مقامه أعلى من مقام ما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر.
حيث هو كما أخبر عن نفسه الشريفة المقدسة: «لا يعرف قدري غير ربي»، و الجنة ما خلقت إلا من نوره، فهو النور المحض (صلى اللّه عليه و سلّم).
خاتمة الشرح:
تم الشرح بفضل اللّه و عونه، على يد الفقير إلى ربه: أبو الحسن أحمد فريد المزيدي الشافعي الأكبري القادري المصطفوي، بداره الحقيقة المحمدية لتراث السادة الصوفية.