معه [1]»، و صحبة ذلك في كل رتبة، فكان خاتما لكل رتبة فأعلن منها بأنه خاتم النبيين، و ألاح إفهامها كمال الختم، فهو الخاتم الذي ليس وراء ختمه خاتم.
انتهى و اللّه أعلم.
النور السابع و العشرون و هو نور الخصوصية:
فهو الذي يكشف له أنه لا مقام أمامه، و لأمر ما بعده، و السعادة الإلهية، فإنه نال ما منعه الغير في السعادة.
قلت: فهو (صلى اللّه عليه و سلّم) السعيد لما ورد: «أنا سبيل اللّه، الداعي إليه، من صلّى عليّ نجا و فاز، السعيد في الدنيا و الآخرة، فلا سعيد مثله [2]».
و قيل: السعيد المفرد بالسعادة السابقة، و قيل: السعيد لتوليه أسباب السعادة.
النور الثامن و العشرون و هو نور الخير المحض:
فهو الذي يكشف له عن كمال ما ظهر منه و ما بطن له، فإنه في نومه معصوم الخيال، و في ذلك العلوم، و في قيامه و يقظته لا ينطق عن الهوى، و في عقله فلم تغلب قط شهوته عقله: فإن علم الكتاب و الفضائل على ما ينبغي، و علم إذا أفرط في ذلك حتى قال اللّه: وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ قيل: من السّنّة.
* قلت: قال الشيخ العطار: أحواله (صلى اللّه عليه و سلّم) لا يقاس عليها حال؛ فإنه مرسل بالمقامين، مقام الظاهر و مقام الباطن، و المخاطب بالأول عموم الخلق، و بالثاني خواص الخواص، و يكفيهم الإشارة بخلاف الأول، فرجع ذلك إلى ما قلنا من أن أحواله لا يقاس عليها غيرها.