و مستندهم في هذا الكشف و البصيرة، و ما أمدّهم اللّه به من الفراسة و صدق السريرة، مع ما يؤيد ذلك من الأحاديث و الأخبار، و يؤكده من الإشارات الجليلة المقدار.
و قد خرج أنها أقاويل خمسة، و أن الثلاثة المتوسطة منها مقبولة عند العلماء، و الأول مردود عند أكثر العارفين و الفقهاء، و الأخير هو المعول عليه عند كثير من أهل اللّه، كما يأتي بسطه بحول اللّه.
و إذا تقرّر هذا و علم، و تأمل و فهم، فلنشر بعده لما عثرنا عليه في المسألة من الآيات و الأخبار و الآثار، و ما يتعلق بها من كلام الأئمة النظار، حتى تتبين أدلتها و تتضح لكل ذي بصر محجتها، و تزداد الأقاويل بها بيانا و القوة فيها قوة و برهانا، و نختم بكلام أهل البصائر من الأولياء و الصلحاء الأكابر؛ لأن كلامهم في هذا الباب هو الذي عليه المدار، و هو أولى بالاعتماد عليه و التعويل و الاعتبار؛ لصدق فراستهم و نورانية بصيرتهم.
النور الخامس و العشرون و هو نور الحصر:
فهو النور الذي يكشف له عن الخواص عن المراتب و عن المنامات حتى عن أقصر ما يمكن، فإذا قدرنا أنه نالها لا يجد أحد بعده ما يطلب، مثل ما تقول يتيمة الدهر عند الملك لا يملكها أحد معه- كذلك القول فيه، فله الوسيلة و الدرجة الرفيعة، فهذا هو الحصر، فإنه الذي ملك الأوفى من الكل.
* قلت: فهو الإنسان الكامل، و ليس لأكمليته نظير (صلى اللّه عليه و سلّم). و فيما تقدم ما يشير إلى توضيح ذلك.