responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 22

الأولى منها: وحدة كل موجود على انفراده‌

و معناها أن كل فرد من أفراد الموجودات الظاهرة و الباطنة من حيث هو له من اللّه تعالى وجه خاص يلقي إليه منه ما يشاء لا يشاركه فيه أحد و له منه أيضا وجهة معينة و صفة مخصوصة لا تكون لغيره بها يتميز عن غيره من سائر المخلوقات و هذه الوجهة هي حقيقته المختصة به و صفته المخصوصة.

قال في «الفتوحات» في الفصل الخامس عشر من الباب الثامن و التسعين و مائة ما نصه: و أما اللّه تعالى فهو مع كل شي‌ء فلا يتقدمه شي‌ء و لا يتأخر عنه شي‌ء و ليس هذا الحكم لغير اللّه تعالى و لهذا له إلى كل موجود وجه خاص لأنه سبب كل موجود و كل موجود لا يصح أن يكون اثنين، انتهى.

يشير إلى هذه الوحدة و إن شئت زيادة بيان لها فقل إنه ما من عين مخلوقة إلا و لها من اللّه خاصية و علامة تميزها عن غيرها من كل ما خلقه اللّه من الأعين من ابتداء الوجود إلى انتهائه كما أن لها منه مادة مخصوصة لا يشاركها فيها عين أخرى، و إن قلنا: إن هذه العين مثل هذه كزيد مثلا مثل عمرو أو هذه الحبة من البر أو غيره مثل هذه فما هي مثلية حقيقية إذ كل واحد منهما لا بد له من مميز يدرك ذلك من خالطه المخالطة الخاصة أو تأمله كذلك أو فتح اللّه عين بصيرته و ذلك المميز هو وجهه المختص به و هو حقيقته الخاصة و صفته المخصوصة فهذه هي وحدة كل موجود.

الثانية: وحدة جميع الموجودات الكونية

من حيث جملتها و هي وحدته (صلى اللّه عليه و سلّم) و معناها أن العالم كله من أوله إلى ما لا نهاية له منه شي‌ء واحد بالذات أعني نورانيته واحدة و حقيقة متحدة متضمنة لجميع الحقائق و هي نورانيته (صلى اللّه عليه و سلّم) و حقيقته المفاضة من الذات العلية فيضانا متحدا بالفيض الأقدس أولا في العلم ثم بالفيض المقدس ثانيا في العين و الخارج و ما لها من التفاصيل و الوجوه و القيود و الاعتبارات و الخيالات العارضة لا يعددها و لا يكثرها كالذات الواحدة الإنسانية فإنها حقيقة واحدة لا يكثرها و يعددها ما لها من الأعضاء و الحواس الظاهرة و الباطنة و إن كانت متعددة، و هذا معنى ما بلغنا عن بعضهم من أنه كان يقرر وحدة الوجود فيه (صلى اللّه عليه و سلّم) و كان بعض أشياخنا ممن جمع بين الظاهر و الباطن يومئ إليها فيقول: إذا رأى إنسانا مقبلا عليه أي إنسان كان مرحبا بالنور المحمدي حتى صار يلقب بهذا اللقب فيقال له: النور المحمدي و كان يشير بذلك إلى أن الأكوان كلها إنما هي‌

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست