و يقول إبراهيم (عليه السّلام): «لا أسألك اليوم إسماعيل ابني، لا أسألك إلا نفسي [1]».
و يقول موسى: «لا أسألك اليوم هارون أخي، لا أسألك إلا نفسي [2]».
و يقول عيسى (عليه السّلام): «لا أسألك اليوم مريم أمّي، لا أسألك إلا نفسي [3]».
و يقول محمد (صلى اللّه عليه و سلّم): «لا أسألك اليوم نفسي و لا فاطمة ابنتي و لا عليّا أخي و لا الحسن و الحسين ابنيّ، لا أسألك اليوم إلا أمّتي [4]».
و يستمر هذا الموقف حتى تفكّه شفاعته الكبرى البادئة الظهور لمجمع العالمين من أهل السماوات و أهل الأرض. قاله الحرالي.
النور الحادي و العشرون و هو نور الخطابة:
فكونه كيف له أنه الذي أوتي جوامع الكلم.
قال الشيخ الكتاني: و في «الفتوحات» أيضا في الباب الرابع و الثمانين و ثلاثمائة بعد ما ذكر فيه أن الحق تعالى لا يكلم عباده و لا يخاطبهم إلا من وراء حجاب صورة يتجلى لهم فيها تكون له تلك الصورة حجابا عنه و دليلا عليه ما نصه:
و تسمّى هذه الحضرة التي منها يكون الخطاب الإلهي لمن شاء من عباده حضرة اللسن و منها كلم اللّه موسى (عليه السّلام) أ لا تراه تجلى له في صورة حاجته.
و منها أعطي (صلى اللّه عليه و سلّم) جوامع الكلم، فجمع له في هذه الحضرة صور العالم كلها فكان علم أسماء هذه الصور علم آدم (عليه السّلام) و أعيانها لمحمد (صلى اللّه عليه و سلّم) مع أسمائها التي أعطيت آدم (عليه السّلام) فإن