أحدث ظلا، و هذا الظل هي الظلمة، و منها خلق كل كثيف من الأشباح و الصور و الأشكال.
و بهذا كان النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) و ما زال أصل كل وجود، و به تكون أوليته، و نورانيته (صلى اللّه عليه و سلّم).
و اعلم أن النور المعنوي و العقلي و القلبي من جنس النور الروحاني.
النور الثاني عشر و هو نور التربية:
فما كشف له عن العناية الحافظة له و العصمة الإلهية التي لا يشترط فيها العقل و أسباب التكليف و العلامات مثل: السحابة التي كانت تظله، و ما ظهر في بنيان البيت، و مصارعته لأبي جهل، هذه كلها أنوار كاشفة لأمور خارقة للعادة.
* قلت: هو صاحب العصمة الكاملة التي تفرّعت عنها جميع العصم، فعصمه اللّه من كل ذنب و لو صغيرا أو سهوا، و كذلك الأنبياء، و يتنزّه عن فعل المكروه.
و قد وعده اللّه تعالى العصمة بقوله: وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة: 67].
و هذه الآية نزلت بالمدينة فيما أخرجه الشيخان عن عائشة قالت: أرق النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) ذات ليلة فقال: «ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة؛ إذ سمعنا صوت السّلاح، قال:
من هذا؟ قيل: سعد يا رسول اللّه، جئت أحرسك، فنام النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) حتّى سمعنا غطيطه [1]».
و ما أخرجه الترمذي عنها أيضا، قالت: كان النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) يحرس حتى نزلت هذه الآية:
وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، فأخرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) رأسه من القبّة فقال لهم: «يا أيّها النّاس انصرفوا فقد عصمني اللّه [2]».
ثم قال الترمذي: حديث غريب، و رواه الحاكم في المستدرك، و قال: صحيح الإسناد،