الموت عليه و لم يستأذن على نبي قبله، و البقعة التي دفن فيها أفضل من الكعبة و من العرش، و يحرم التكني بكنيته، و التسمي باسمه محمد، و التسمي بالقاسم؛ لئلا يكنى أبوه أبا القاسم، حكاهما النووي في شرح مسلم [1]، و يجوز أن يقسم على اللّه به [2]، و ليس ذلك لأحد، ذكر هذه ابن عبد السلام، و لم تر عورته قط، و لو رآها أحد طمست عيناه، و ذكر المازري في توثيق عرى الإيمان من خصائصه: أنه لخواص الأنبياء و أنه نبي الأنبياء، و أنه ما من نبي إلا و له خاصة نبوة من أمته إلا و في هذه الأمة عالم من علمائها يقوم في قومه مقام ذلك النبي في أمته و ينحو منحاه في زمانه، و لهذا ورد: «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل [3]».
و من خواصه أن سماه اللّه عبد اللّه و لم يطلقها على أحد سواه و إنما قال: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [الإسراء: 3]، نِعْمَ الْعَبْدُ [ص: 30].
و من خواصه: أنه ليس في القرآن و لا غيره صلاة من اللّه على غيره، فهي خصيصة اختصه اللّه بها دون سائر الأنبياء انتهى.
النور الخامس و هو نور النشأة:
فهو الذي كشف له مكانته و عناية اللّه به و حفظه، و ما فعلت الملائكة به و تطهيره، و شق بطنه، و اتصافه بما يجب، و كونه كان يتيما محفوظا حتى إن أمه الأولى حدثت عنه (صلى اللّه عليه و سلّم) أنه كان يسبح في بطنها و عند ولادته تعنى و بعدها و أمه أعني أم تربيته كذلك