responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 137

و قال الحرالي: النبوة الخاصة به (صلى اللّه عليه و سلّم) هي نبوة الرفعة المشتقة من نبوة الأرض، و هو ما ارتفع منها، فلرفعته في وجوه الرفعة كلها عروجا و تدليا رفعة إحاطة لا رفعة اختصاص كان (صلى اللّه عليه و سلّم) نبيّ النبوة التي هي علوّ، و علت نبوته عن أن تكون خبرا من النبأ؛ لاستغنائه بالعلم عن الخبر، و لذلك و اللّه أعلم لما قيل له: يا نبي‌ء اللّه (بالهمزة) قال: «لست بنبي‌ء اللّه؛ أنا نبيّ اللّه‌ [1]»، فبين اختصاصه بنبوة العلو و الرفعة، و تنزهه عن نبوءة النبأ و الإخبار، الذي هو حظّ من لا علم له بما نبئ به.

فلما علمه اللّه ما لم يكن يعلم كان (صلى اللّه عليه و سلّم) نبيّ علوّ، لما انتهى إليه علمه إلى الغاية الجامعة المحيطة فكان العالم بالحق الأعلم باللّه، كانت نبوة تماما، فكان النبيّ المكمل بما يشير إليه الدوم كلمة (ال).

فإذا أطلق اسم النبيّ اختصّ به هو (صلى اللّه عليه و سلّم)، و إلا قيل: نبيّ بني إسرائيل، و نبيّ بني فلان.

فهو النبيّ المحيط النبوة، الذي كلّ النبوة من نبوته، السابق في النبوة، كما قال (صلى اللّه عليه و سلّم):

«كنت نبيّا و آدم بين الماء و الطين‌ [2]»، و هو (صلى اللّه عليه و سلّم) النبيّ بما أوحى إليه ربه ما أوحى بلا واسطة ملق و لا مبلغ، المنتهي في النبوة إلى جمع علو السمع، و العين المنتهية إلى الوجد العليّ الذي هو به نور كله، قلبه و قبره و شعره و بشره و لحمه و عظمه و دمه، حتى كان (صلى اللّه عليه و سلّم) طاهر الدم طاهر جميع الفضلات بما هو نور كله، فهو النبيّ مطلقا في ذاته نور، و فى بيانه إنارة.

قال السبكي: أرسل للخلق كافة من لدن آدم، و الأنبياء قبله بعثوا بشرائع معينات، فهو نبي الأنبياء، و أرسل إلى الجن بالإجماع و إلى الملائكة في أحد القولين، رجحه السبكي.

زاد المازري: و إلى الجمادات و الحيوانات و الحجر و الشجر، و بعث رحمة للعالمين حتى‌


[1] رواه الديلمي في الفردوس (3/ 420)، و ابن عدي في الكامل (2/ 437)، و ذكره الذهبي في الميزان (2/ 376)، و ابن حجر في لسان الميزان (4/ 5).

[2] ذكره المناوي في فيض القدير (5/ 54)، و العجلوني في كشف الخفا (2/ 169)، و القاري في المصنوع (1/ 142)، و المباركفوري في تحفة الأحوذي (10/ 56).

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست