نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 403
مسألة
رسمت الحضرة العالية الوزيرية العميدية-حرس اللّه سلطانها-ذكر ما عندى فى تأويل قوله تعالى فى سورة التغابن: ذََلِكَ يَوْمُ اَلتَّغََابُنِ ؛ [التغابن: 9].
و لفظة التّغابن هاهنا مشتقة من الغبن؛ الّذي يكون فى البيع و التجارة و ما أشبه ذلك، و هو النقصان و الخسران؛ لأنّ المغبون هو الّذي زاد غابنه عليه و رجح؛ و لما كان يوم القيامة يبين [1] فيه مستحق الثواب و دخول الجنة و التعظيم فيها من مستحق العقاب و دخول النار صار مستحقّ [2] الثواب و دخول الجنان كأنه غابن لمستحق العقاب و دخول النار؛ لأنهما جميعا عرّضا بالتكليف لاستحقاق الثواب، ففعل أحدهما ما استحق به ذلك، و قصّر الآخر عن هذه الغاية؛ و عدل إلى فعل ما استحق به العقاب؛ و جريا مجرى متبايعين؛ فاز أحدهما بما هو أجدى عليه و أنفع و أصلح؛ و اختص الآخر بما هو ضارّ هو له و وبال عليه؛ فيسمى الفائز بالخير و الصلاح غابنا و الآخر مغبونا.
و تسمية يوم القيامة بأنه يوم التغابن من أفصح كلام و أخصره و أبلغه. و اللّه الموفق للصواب.
***
هذا آخر ما وجد مما اختاره رضى اللّه عنه لإضافته إلى كتابه المعروف بغرر الفوائد و درر القلائد. و الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة على خير خلقه محمد و آله الطاهرين.