نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 349
مسألة
ما القول فى الأخبار الواردة فى عدة كتب من الأصول و الفروع بمدح أجناس من الطير و البهائم و المأكولات و الأرضين، و ذمّ أجناس منها؛ كمدح الحمام و البلبل و القنبر و الحجل و الدّرّاج و ما شاكل ذلك من فصيحات الطير؛ و ذمّ الفواخت و الرّخم؛ و ما يحكى من أنّ كلّ جنس من هذه الأجناس المحمودة ينطق بثناء على اللّه تعالى و على أوليائه، و دعاء لهم، و دعاء على أعدائهم؛ و أن كلّ جنس من هذه الأجناس المذمومة ينطق بضد ذلك من ذم الأولياء عليهم السلام، كذم الجرّىّ [1] و ما شاكله من السمك، و ما نطق به الجرىّ من أنه مسخ بجحده الولاية، و ورود الآثار بتحريمه لذلك؛ و كذم الدّبّ و القرد و الفيل و سائر المسوخ المحرّمة؛ و كذم البطّيخة التى كسرها أمير المؤمنين عليه السلام فصادفها مرّة فقال:
«من النار إلى النار» ، و رمى بها من يده، ففار من الموضع الّذي سقطت فيه دخان؛ و كذم الأرضين السّبخة، و القول بأنها جحدت الولاية أيضا. و قد جاء فى هذا المعنى ما يطول شرحه؛ و ظاهره مناف لما تدل العقول عليه من كون هذه الأجناس مفارقة لقبيل ما يجوز تكليفه، و يسوغ أمره و نهيه.
و فى هذه الأخبار التى أشرنا إليها أن بعض هذه الأجناس يعتقد الحقّ و يدين به، و بعضها يخالفه؛ و هذا كلّه مناف لظاهر ما العقلاء عليه.
و منها ما يشهد أنّ لهذه الأجناس منطقا مفهوما، و ألفاظا تفيد أغراضا، و أنها بمنزلة الأعجمىّ و العربىّ اللذين لا يفهم أحدهما صاحبه، و أنّ شاهد ذلك من قول اللّه سبحانه فيما حكاه عن سليمان عليه السلام: يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ عُلِّمْنََا مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ وَ أُوتِينََا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هََذََا لَهُوَ اَلْفَضْلُ اَلْمُبِينُ ؛ [النمل: 16]. و كلام النملة أيضا مما حكاه سبحانه، و كلام الهدهد و احتجاجه و جوابه و فهمه؛ فلينعم بذكر ما عنده فى ذلك مثابا إن شاء اللّه.