أما قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ فالمراد: أ لم تعلم؛ و إن كان هذا اللفظ مشتركا بين الإدراك و العلم؛ و إنما اختصّ هنا بالعلم دون الإدراك؛ لأن إضافة إزجاء السحاب و تأليفه و جميع ما ذكر فى الآية إلى اللّه تعالى مما لا يستفاد بالإدراك؛ و إنما يعلم بالأدلّة.
فأما قوله تعالى: يُزْجِي سَحََاباً فمعناه يسوق؛ و لا بدّ أن يلحظ فى هذا الموضع السّوق الضعيف الرفيق؛ يقال منه: أزجى يزجى إزجاء، و زجّى يزجّى تزجية، إذا ساق؛ و منه إزجاء الكسير [1] من الإبل إذا سقته سوقا رفيقا حتى يسير؛ و منه قوله تعالى:
بِبِضََاعَةٍ مُزْجََاةٍ ؛ [يوسف: 88]أى مسوقة شيئا بعد شيء على ضعف و قلّة، قال عدىّ بن الرّقاع: