فقال: كيف يخبر عنهم بأنهم لا يكذّبون نبيّه عليه السلام، و معلوم منهم إظهار التكذيب، و العدول عن الاستجابة و التصديق، و كيف ينفى عنهم التكذيب ثم يقول:
إنهم بآيات اللّه يجحدون؟و هل الجحد بآيات اللّه إلا تكذيب نبيه عليه السلام!
الجواب، قلنا: قد ذكر فى هذه الآية وجوه:
أولها أن يكون إنما نفى تكذيبهم بقلوبهم تدينا و اعتقادا، و إن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب؛ لأنّا نعلم أنه قد كان فى المخالفين له عليه السلام من يعلم صدقه، و لا ينكر بقلبه حقّه؛ و هو مع ذلك معاند؛ فيظهر خلاف ما يبطن، و قد قال تعالى: وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ اَلْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ ؛ [البقرة: 146].
و مما يشهد لهذه الوجه من طريق الرواية ما رواه سلاّم بن مسكين عن أبى يزيد المدنىّ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لقى أبا جهل فصافحه أبو جهل، فقيل له: يا أبا الحكم، أ تصافح هذا الصّبيّ؟فقال: و اللّه إنى لأعلم أنه نبىّ؛ و لكن متى كنا تبعا لبنى عبد مناف!فأنزل اللّه تعالى الآية.
و فى خبر آخر أن الأخنس بن شريق خلا بأبي جهل، فقال له: يا أبا الحكم، أخبرنى عن محمد صلى اللّه عليه و آله، أصادق هو أم كاذب!فإنه ليس هاهنا من قريش أحد غيرى و غيرك يسمع كلامنا، فقال له أبو جهل: ويحك!و اللّه إنّ محمدا لصادق، و ما كذب
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 264