أولها أنّه أراد بالتنوّر وجه الأرض؛ و أنّ الماء نبع و ظهر على وجه الأرض و فار؛ و هذا قول عكرمة، و قال ابن عباس مثله، و العرب تسمى وجه الأرض تنوّرا.
و ثانيها أن يكون المعنى أن الماء نبع من أعالى الأرض، و فار من الأماكن المرتفعة منها؛ و هذا قول قتادة؛ و روى عنه فى قوله تعالى: وَ فََارَ اَلتَّنُّورُ ؛ قال: ذكر لنا أنه أرفع الأرض و أشرفها.
و ثالثها أن يكون المراد ب فََارَ اَلتَّنُّورُ أى برز النّور، و ظهر الضوء، و تكاثفت حرارة دخول النهار، و تقضّى الليل. و هذا القول يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام.
و رابعها أن يكون المراد بالتنوّر الّذي يختبز فيه على الحقيقة؛ و أنه تنور كان لآدم عليه السلام [1] . و قال قوم: إن التّنّور كان فى دار نوح عليه السلام بعين وردة [2] من أرض الشام. و قال آخرون: بل كان التنّور فى ناحية الكوفة؛ و الّذي [3] روى عنه أن التنّور هو تنور الخبز الحقيقى ابن عباس و الحسن و مجاهد و غيرهم.