فقال: كيف خاطب آدم و حواء عليهما السلام بخطاب الجمع و هما اثنان؟و كيف نسب بينهما العداوة؟و أىّ عداوة كانت بينهما؟
الجواب، قلنا قد ذكر فى هذه الآية وجوه:
أولها أن يكون الخطاب متوجّها إلى آدم و حواء و ذرّيتهما، لأن الوالدين يدلان على الذرّية و يتعلق بهما؛ و يقوّى ذلك قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم و إسماعيل: رَبَّنََا وَ اِجْعَلْنََا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنََا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَ أَرِنََا مَنََاسِكَنََا ؛ [البقرة: 128].
و ثانيها أن يكون الخطاب لآدم و حواء عليهما السلام و لإبليس اللعين؛ و أن يكون الجميع مشتركين فى الأمر بالهبوط؛ و ليس لأحد أن يستبعد هذا الجواب من حيث لم يتقدم لإبليس ذكر فى قوله تعالى: وَ يََا آدَمُ اُسْكُنْ/أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ ؛ [البقرة: 35]لأنه و إن لم يخاطب بذلك فقد جرى ذكره فى قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا اَلشَّيْطََانُ عَنْهََا فَأَخْرَجَهُمََا مِمََّا كََانََا فِيهِ ، [البقرة: 36]؛ فجائز أن يعود الخطاب على الجميع.
و ثالثها أن يكون الخطاب متوجها إلى آدم و حواء و الحية التى كانت معهما، على ما روى عن كثير من المفسرين؛ و فى هذا الوجه بعد من قبل أن خطاب من لا يفهم الخطاب لا يحسن؛ فلا بد من أن يكون قبيحا؛ اللهم إلا أن يقال: إنه لم يكن هناك قول فى الحقيقة و لا خطاب؛
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 154